انتهى اليوم الأول للمونديال دون مفاجآت تذكر إذا استثنينا مباراة تشيكيا ايزلندا فالمنتخبات الكبرى اما انتصرت بصعوبة نسبيا أو ضربت بقوة وأكدت هيمنتها على اليد العالمية فيما لم يكن مردود بعض المنتخبات رغم انتصارها مقنعا ويبشر بمسيرة وردية خلال المباريات المقبلة. **المجموعة الأولى بقيادة غريقوري انكتيل وجوال اباتي تمكنت فرنسا من الانتصار على المنتخب الكندي الذي يشارك لأول مرة في المونديال. المنتخب الفرنسي أشرك عناصره الأساسية وعبر عن طموحاته كمرشح بارز للفوز باللقب منذ المباراة الأولى. الفارق الذي انتهت عليه المباراة كان يمكن أن يكون أوسع وهو ما يترجم الجدية الكبيرة لهذا المنتخب وحرصه على الاندماج بسرعة في أجواء المنافسة. على غرار فرنسا انتصرت تونس دون صعوبة تذكر على أنغولا المشاركة لأول مرة في المونديال، المنتخب التونسي استعمل كل عناصره أيضا وظهر بوجه طيب من الناحية الهجومية في انتظار الوجه الحقيقي يوم غد أمام الدانمارك. اللقاء الثالث في هذه المجموعة الأولى كاد أن يفرز مفاجأة من الوزن الثقيل لولا استفاقة الدانماركيين في الشوط الثاني بقيادة سترايغر وتورستن ومورتن والذين تمكنوا من انهاء اللقاء لصالحهم بفارق 4 أهداف. اجمالا الدنمارك وجدت صعوبات كبيرة جدا أمام حركية اليونانيين وتنوع خياراتهم الهجومية ولولا الحارس كاسبر هفيدت بطل اللقاء لخرج زملاء يورغنسن بفضيحة مدوية. في المقابل أكد المنتخب اليوناني أنه اقترب كثيرا من مستوى أبرز المنتخبات العالمية وقد كان بامكانه تحقيق فوز تاريخي لو أحكم لاعبوه استغلال سلاح الهجومات المعاكسة ولو كان دفاعهم متمركزا بطريقة أفضل. عموما المنتخب اليوناني وجه تحذيرا صارما لبقية المنافسين. **المجموعة الثانية في نسخة مشابهة ربما من حيث السرعة والمهارات الفردية لمنتخب القدم كان منتخب تشيكيا الذي يعود للمونديال بعد غيبة طويلة أمام فرصة سانحة جدا أمام المنتخب الازلندي. ازلندا المعتادة على المونديال ظهرت بمستوى مخيب جدا من الناحية الدفاعية وتمكنت من تفادي الهزيمة بفضل الخبرة وتراجع مردود تشيكيا بدنيا في أواخر اللقاء مع ارتكاب لاعبيها لاخطاء فادحة في الدفاع. ازلندا كانت أول «خيبة» في اليوم الافتتاحي إذن فيما كانت تشيكيا المفاجأة السارة تماما مثل المنتخب الجزائري الذي لعب بذكاء مع منتخب روسي يمرّ حتما بفترة انتقالية لكنه يبقى جيشا من اللاعبين الأقوياء بدنيا وفنيا في جميع المراكز. المباراة المقبلة مع تشيكيا ستكون حاسمة ونجاح المنتخب الجزائري سيمر قطعا عبر الدفاع وربما عبر تغيير دفاع (1/5). المباراة الأخيرة في هذه المجموعة بين سلوفينيا والكويت كانت في اتجاه واحد لصالح سلوفينيا التي خاضت مثلما هو معلوم نهائي بطولة أوروبا للأمم. سلوفينيا لعبت دون أدنى اندفاع واختارت استعمال رصيدها «الاحتياطي» فيما برزت مرة أخرى محدودية اليد العربية التي تحتاج إلى عمل أكبر للاقتراب من المستوى العالمي علما وان الكويت هي بطل اسيا. **المجموعة الثالثة بقيادة أفضل حارس في العالم غلادو سولا حققت كرواتيا المهم وهو الانتصار أمام منتخب أرجنتيني متواضع المستوى.. كرواتيا جسمت سيطرتها بفارق 13 هدفا وكانت الحصيلة مرشحة للارتفاع لولا رغبة شرفار لينو مدرب الفريق في تفادي ارهاق الركائز الأساسية للفريق. وعلى غرار كرواتيا جسمت اسبانيا تفوقها على اليابان بفارق 19 هدفا، اسبانيا ظلت وفية لتقاليدها أي السرعة في الهجوم وفتح الثغرات على الأجنحة أو خلف دفاع المنافس، اسبانيا في نسختها الجديدة بدون منسقها دوتشباييف عبرت عن أحلامها منذ البداية وهي أحلام مشروعة جدا بالنظر إلى المستوى الممتاز الذي دخلت به المونديال تماما مثل المنتخب السويدي العائد بقوة والفائز على أستراليا وهو منافس من المستوى الرابع. اسبانيا والسويد مرشحان حسب مردودهما خلال اليوم الأول للدورة على الذهاب أبعد ما يكون لكن التأكيد يبقى في انتظار المواجهة المباشرة بينهما بعد غد الخميس في قاعة 7 نوفمبر بصفاقس. **المجموعة الرابعة في سوسة اتجهت الأنظار بشكل خاص إلى بطل أوروبا المنتخب الألماني لكن مردود هذا المنتخب كان بعيدا عن المستوى الذي يعرفه عشاق اليد العالمية.. بدون ستيفان كريتشمار والساعد القوي زارب والمدافع العملاق دراغونسكي دخلت ألمانيا دورة تونس بوجوه جديدة وبعقلية المنتصر قبل تصفيرة البداية لتجد في طريقها منتخبا مصريا قرأ درسه جيدا وركز على المبادرة الفردية لحسين زكي وحركية الأجنحة.. مصر مرت بجانب انجاز هام كان يمكن أن يضعها على طريق الترشح للدور الثاني لكن مردود الفراعنة يبقى مشرفا وننتظر التأكيد في آخر الدورة. في اللقاء الثاني لم يتفلسف لاعبو صربيا ومنتينغرو كثيرا وفازوا على قطر دون مشاكل تذكر.. صربيا أو يوغسلافيا سابقا تدخل المونديال ب15 محترف وبرغبة أكيدة في إعادة انجاز مونديال البرتغال وهي مؤهلة لذلك. المباراة الأخيرة بين النرويج والبرازيل كانت فسحة إسكندنافية أمام فريق متواضع المستوى.. النرويج انتصرت في مباراة لا يمكن اعتبارها مقياسا وينبغي انتظار مباراة الغد مع صربيا للحكم وتقييم هذا المنتخب تقييما صحيحا.