أبدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولون فلسطينيون أمس تفاؤلهم بالتوصل الى هدنة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلي وطالبوا اسرائيل بتحرك مماثل وبجهود دولية لاحياء عملية السلام فيما طالبت الفصائل بضمانات دولية لمناقشة الهدنة بشكل جدي. وتحدثت مصادر اسرائيلية من جانبها عن بدء عقد لقاءات أمنية بين الجانبين. وعاد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الليلة قبل الماضية الى رام الله بعد زيارة الى قطاع غزة دامت 6 أيام أجرى خلالها لقاءات مع الأجهزة الأمنية فصائل المقاومة لبحث ترتيبات الهدنة المرتقبة. تفاؤل وأبدى عباس تفاؤلا بشأن التوصل الى اتفاق مع الفصائل لوقف اطلاق النار مع اسرائيل. وعزز القيادي في حركة «حماس» الشيخ حسن يوسف هذا التفاؤل بالقول، لأول مرة هناك توافق على مختلف القضايا توافق بدرجة كبيرة بما في ذلك الهدنة. مضيفا، لأول مرة يفضي الحوار الى نتائج مثمرة وسيتم الاعلان عنها في وقت قريب جدا، لكنه استدرك بالقول ان الحديث يجري الى التوصل الى تهدئة يتم خلالها اختبار نوايا اسرائيل قبل الانتقال الى الهدنة المرتقبة. وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أن الحوار مع أبي مازن حقق تفاهمات وأن تفاصيل الهدنة المؤقتة سيكون بعد الضمانات الدولية. وقال خالد البطش القيادي في حركة «الجهاد الاسلامي» ان الفصائل تنتظر حصول أبي مازن على ضمانات دولية. وفي حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة أمس قال أبو مازن، لا نريد وعودا دولية جديدة فلدينا منها الكثير بل نريد أفعالا ومساعدات عاجلة. وأكد أبو مازن مجددا تمسكه بالثوابت الفلسطينية (الدولة والقدس واللاجئين) تضاف اليها قضية الاسرى والجدار وغيرها، وقال نحن لا نخترع مطالب ولن نخترع مطالب، بل هذه مطالب وافق عليها مجلس الأمن الدولي بتبنيه القرار 1515 وباقراره خريطة الطريق. ويبدأ عباس غدا جولته الاولى الى الخارج منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية تقوده الى مصر والاردن وتركيا وروسيا لحث هذه الدول على ممارسة ضغوط على اسرائيل من أجل وقف إطلاق النار. وقد دعا وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات الحكومة الاسرائيلية الى إعلان وقف اطلاق النار حتى يتسنى للجانبين العودة الى طاولة المفاوضات. وقال عريقات في تصريحات للاذاعة الفلسطينية ان مفتاح الحل يبدأ بامكانية التوصل الى وقف لاطلاق النار متبادل ومتزامن بين الجانبين لذلك ندعو الحكومة الاسرائيلية الى العودة الى طاولة المفاوضات. وأكد عريقات أن حديث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن قرب التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية لا يعني انه ستكون هناك هدنة مجانية، فلن يكون أي شيء من جانب واحد. وأعرب عريقات عن أمله في ان يتوج الحوار الفلسطيني بنتائج ايجابية خدمة للمصالح العليا للشعب الفلسطيني. اتهامات واتهم المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس اسرائيل بوضع عراقيل أمام الجهود الفلسطينية للتهدئة والتفاهمات التي تم التوصل اليها بين عباس والفصائل. وقال أبو ردينة ان اسرائيل تضع عراقيل أمام جهود التهدئة وطالب بوقف كافة الاعتداءات الاسرائيلية وعمليات اطلاق النار والاغلاق كي يتسنى نجاح جهود التهدئة. وذكر مصدر عسكري اسرائيلي في تل أبيب أمس أنه بدأت لقاءات أمنية بين الاسرائيليين والفلسطينيين ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن المصدر قوله ان لقاء ضم أمس قائد الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة أنيف كوشافي ورئيس جهاز الأمن الفلسطيني في غزة موسى عرفات. وبحث الجانبان في اللقاء انتشار قوات الشرطة الفلسطينية في جنوب القطاع. وانتشر منذ الخميس الماضي نحو ألفي شرطي فلسطيني شمال قطاع غزة.