أكّدت عدة فصائل فلسطينية انها لن تهدي حكومة الكيان الصهيوني الهدنة مجانا وذلك تعقيبا على مساعي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي التقى امس في غزة المزيد من ممثلي تنظيمات المقاومة في محاولة للوصول الى توافق بشأن هدنة جديدة محتملة. ولم يحصل عباس على تعهد واضح من أي فصيل فلسطيني بالكفّ عن النضال المسلح دون مقابل. لا هدنة بالمجان وتشدد كل الفصائل الفلسطينية التي تحادث «أبو مازن» مع ممثليها في غزة على أن تكون الهدنة الجديدة المحتملة ملزمة للكيان الاسرائيلي وليس هدنة من جانب واحد مثلما حدث في الصيف قبل الماضي. وكانت تل أبيب قد خرقت تلك الهدنة التي وافقت عليها «حماس» وغيرها من فصائل المقاومة حين استأنفت اغتيال قادة الفصائل الفلسطينية. وقد بحث أمس محمود عباس في غزة، موضوع الهدنة مع الجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين اللتين أكدتا استعدادهما لهدنة مع الكيان الاسرائيلي تكون متبادلة اي انها تلزم الطرفين بها. وقال صالح زيدان من الجبهة الديمقراطية بعد لقاء بين عباس ووفد من الجبهة من غزة انه تم الاتفاق على مواصلة الحوار الوطني والسعي الى انهاء الاحتلال بالوسائل السياسية. من جهته أكد كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حق الفلسطينيين في المقاومة المسلحة مشيرا بدوره الى الاتفاق على مواصلة الحوار الوطني. وأكدت أمس كتائب شهداء الاقصى من جهتها انها مستعدة لابرام هدنة تكون ملزمة للفلسطينيين كما للاسرائيليين. وطالب بيان صادر عن اقوى جناح في كتائب الاقصى (مجموعات الشهيد ايمن جودة) بمقابل اسرائيلي للهدنة متمثلا في وقف شامل وفوري للعدوان والاغتيالات والافراج عن الاسرى وتفكيك الحواجز في الضفة والقطاع. وفي ختام لقاء بغزة مساء اول امس، كان قادة حركة الجهاد الاسلامي قد أكّدوا لرئيس السلطة الفلسطينية ان الهدنة المحتملة مع الكيان الاسرائيلي ينبغي ان تكون بمقابل. وأكّد محمد الهندي القيادي البارز في الجهاد الاسلامي بعد اجتماعه بعباس ان الهدنة الجديدة المحتملة يجب ان لا تكون بالمجان. وكان مقررا ان يلتقي ابو مازن وفدا من حركة «حماس» مساء الجمعة لكن اللقاء لم يعقده ويفترض عقد جولة من الحوار بين «حماس» والسلطة الفلسطينية في غضون الايام المقبلة بالقاهرة لاستكمال اللقاءات التمهيدية مع محمود عباس التي وصفتها الحركة بالايجابية. وتعقيبا على المحادثات الجارية بين القيادة الفلسطينية وفصائل المقاومة حول الهدنة، قال «جيورا ايلاند» رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي ان تل أبيب سترد على تهدئة محتملة من جانب الفلسطينيين بتهدئة مماثلة لكنه تفادي اعلان استعداد حكومة شارون للالتزام بالهدنة الجديدة المحتملة. وقد وصف مسؤولون كبار في الحكومة الصهيونية نشر المئات من افراد الامن الفلسطيني على امتداد جانب من الحدود بين قطاع غزة والاراضي المحتلة عام 1948 بالخطوة المثيرة للاعجاب. ولم يحل هذا الانتشار دون استمرار عمليات المقاومة حيث قصف مقاتلو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مساء اول امس مستوطنة صهيونية في جنوب قطاع غزة بقذائف الهاون. وعلى الميدان ايضا نفذت امس قوات الاحتلال توغلات في القطاع وفي الضفة الغربية واعتقلت عديد الفلسطينيين.