إنّ النجاح في الدراسة هدف يسعى اليه آلاف التلاميذ لابراز قدراتهم ولاثبات ذاتهم في مجتمع يمدّ التعليم بأهمية واهتمام كبيرين، على مرّ العصور، فالمتعلم في زمننا يحظى بمكانة مرموقة في نظر نفسه ونظر المجتمع اليه، فبالعلم يصبح الانسان قادرا على غزو العالم من خلال أفكاره المتجددة والنيرة عن طريق البحث والاكتشاف والسعي نحو طلب المعلومة. والطفل مثلا، منذ نشأته الاولى محاط بمؤسسات تربوية تعليمية، فالاسرة أول مؤسسة للطفل وتليها المدرسة كذلك المعهد ثم الجامعة فنلاحظ أن هذا التسلسل التعليمي يفضي الى تكوين الطفل على التعلق بفكرة العلم وتقبّلها والسعي الدائم الى تحقيق النجاح الدائم. ولكن التفوق في الدراسة ليس سهلا على جميع التلاميذ، فهناك من يجد صعوبة في تحقيق النجاح فتتراءى له عدّة حواجز تعيقه على التقدم وإيجاد الحلول، ولعلنا حين نفكر ونتمعن جيدا في أسباب النجاح نرى أنه لا يتيسر تحقيقه الا بمفتاح لا يملكه الا التلميذ الطموح. فللتفوّق عدة أسرار وعوامل تسبقه حتى توجده باستمرار على ارض الواقع واليوم فقد فاح سرّ النجاح لكثرة الاستفسارات حول هذا الموضوع. ولعل أبرز أسرار النجاح نجد النظام: حيث ان العمل المنظم يوفر للتلميذ راحة البال ويمنع حالات الاكتئاب او التوتر وخاصة حالات الضغط النفسي التي يمكن ان تجعل نفسية التلميذ مضطربة، مشوشة وغير قادرة على التركيز، وبدون نظام يفقد التلميذ توازنه النفسي والفكري، كذلك الارادة وقوة الشخصية، عاملان مهمان لتحقيق ديمومة النجاح فقوة الشخصية تسلحنا بالارادة والارادة تمكننا من تجاوز الصعوبات، وبذلك تنشأ الثقة في نفس التلميذ وفي قدراته على تحقيق طموحه المنشود. الى جانب ذلك يجب على التلميذ أن يكون متابعا لكل تفاصيل الدرس فكل جزء بامكانه ان يفيده يوم الامتحان مع عدم تمييز مادة علمية على أخرى أدبية أو العكس، وعلى التلميذ أيضا أن يهتم بملاحظات الأستاذ وحركاته حين يشرع في شرح المعلومة فالدراسة تتطلب الاحاطة والمتابعة المستمرة. وبالاضافة الى التحكم في الوقت وتنظيمه لتسخيره فيما ينفع طوال الاسبوع الدراسي، ومن خلال ذلك يتكون لدى التلميذ حماس وشغف كبير تجاه دراسته وهو ما يساهم في القضاء على أي نوع من أنواع التشاؤم او التفكير في الرسوب منذ بداية السنة أو الاستسلام والتقهقر السريع في النتائج نتيجة اليأس والخوف اللذان يتملكان التلميذ ويضعفان نشاطه. فعلى التلميذ الذي يطمح بجدية في النجاح ويريد تدارك ما فاته وما خسره أن يعمل بأسباب النجاح وحتما باذن الله سوف يتغلب على حالة الاحباط التي تتملكه والتي بامكانها القضاء على شخصيته وثقته بنفسه.