قضت الدائرة الجنائية بابتدائية قفصة مؤخرا بسجن شابين مدة 6 سنوات وتخطئة كل واحد منهما بمبلغ 5 آلاف دينار بعد إدانتهما في قضية مخدرات وعدم سماع الدعوى في حق والدة أحدهما من تهمة اخفاء وخزن مادة مخدرة. وقد سبق ل»الشروق» ان تابعت أطوار هذه القضية التي تعود وقائعها إلى يوم 27 أكتوبر 2003 ببلدة «بن عون» ولاية سيدي بوزيد وتذكيرا بها نشير إلى أن أحد المخبرين اتصل بأعوان الحرس الوطني وسلمهم عينة من مادة مخدرة (حوالي 60 غرام) مفيدا انه تلقى عرضا لترويج كمية هامة من نفس المادة فتم ايلاء الموضوع أهمية قصوى وتم تكليف عون حرس وطني في زي مدني بالقيام بعملية الشراء قصد الايقاع بالمظنون فيهم متلبسين. وانطلقت عملية المراقبة والتتبع والمداهمة بداية من بلدة بن عون وبئر الحفي إلى منطقة «المزارة» مكان خزن واخفاء كمية المخدرات. وقد أفضت الأبحاث إلى أن شابا (26 سنة) تعرف على شريكه في قضية الحال بمناسبة موسم الحصاد وبعد أن توطدت العلاقة بينهما أعلمه أن بحوزته 9 كلغ من المخدرات وطلب منه تأمينها لديه في انتظار إيجاد شار ووعده باقتسام الأرباح. وقد تم نقل كمية المخدرات إلى مقر سكنى الشريك الذي قام بحفر حفرة حذو منزله وأخفى المادة المخدرة فورط والدته (54 سنة) دون قصد منه. اثر ذلك عثر المتهم الرئيسي على حريف (عون الأمن المتنكر) واتفق معه على مبلغ 1400 دينار للكيلوغرام الواحد وبعد أن دفع الحريف مبلغ 1000 دينار بعنوان تسبقة تم تحديد مكان وزمان التسليم واستعار البائع سيارة من أحد معارفه لينقل فيها البضاعة من مقر سكنى الشريك إلى الحريف وأوهم صاحب السيارة أنه ينوي جلب كمية من الفلفل. وقد تم التخطيط لانجاح العملية إلا أن أعوان الأمن أبطلوها فداهموا المتهمين وأوقفوهم متلبسين وتم حجز المادة المخدرة ثم تمت إحالة المتهم الرئيسي وشريكه ووالدته وصاحب السيارة وصديقه بجملة من التهم المتعلقة بالمخدرات وتضاربت أقوالهم بين الاعتراف والانكار وعدم العلم والمعرفة بالموضوع أصلا. وبعد الاستجوابات الضرورية والمدققة من طرف هيئة المحكمة والمرافعات المطولة من محامي المظنون فيهم تم التصريح علنا بثبوت إدانة المتهم الرئيسي وشريكه الذي أخفى البضاعة والقضاء في حقهم بالسجن مدة 6 أعوام والخطية بمبلغ 5 آلاف دينار وعدم سماع الدعوى في حق بقية المظنون فيهم.