رحلت «ذكرى» ودقت جرس انذار للمجتمع المصري كانت هي ضحية.. الثمن الوحيد الذي تلقته هو التقدير لفنها وقدرها الذي كان سيسعدها أيما سعادة لو قرأته بنفسها. هذا الانذار كشفه سؤال رئيسي وجهته مجلة آخر ساعة في عددها الذي سيصدر اليوم : كيف يتحول انسان في لحظة لمجنون قاتل؟ وتولى الاجابة عليه خبراء الطب النفسي وعلم الاجتماع وهنا يقول الدكتور أحمد المجدوب وهو واحد من كبار مستشاري علم الاجتماع والقانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن هذه الجريمة تكشف ظاهرة الفساد الاجتماعي والاداري معا ودقت ناقوسا للخطر يهدد المجتمع المصري منه أخطار قادمة فستنال من تضامنه واستقراره، ويشير الى هؤلاء الذين يمتلكون المال وأدخلوا الى حياتنا الاجتماعية أشكالا من السلوك التي شوهتها. ويرى الدكتور يسري عبد المجيد أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن ما حدث كان نتيجة تراكمات ولوثة عقلية مفاجئة وتمثل حالات نادرة، ويضيف الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بكلية طب قصر العين ان رجال الأعمال بحكم شخصيتهم هم أكثر جرأة مع رأسمال يحمي ظهورهم.. كما أنهم أكثر اندفاعا ورعونة في بعض الاوقات مع جرأة وسرعة في اتخاذ القرارات، وما حدث كان له خلفيات سابقة ولكن ما عجل بالنهاية كان سهولة الوصول بما ملكه من سلاح الى العنف وادراكه انه قوي ومتحكم وله حق في شيء ما.. وكل ذلك أعطاه في لحظات التبرير لما فعله والاقدام عليه. ويمكن تلخيص موضوع مجلة «آخر ساعة» في العناوين التي أبرزتها وهي كالتالي : د. يسري عبد المجيد : ما حدث نتيجة تراكمات.. ولوثة عقلية مفاجئة. د. عزة كريم : بعض رجال الاعمال لديهم العديد من الأمراض النفسية. د. سعيد عبد العظيم : مسرح الجريمة كان مهيأ لنهاية مأساوية. د. سعيد صبحي : «العتبة» الانفعالية.. وراء ما حدث ويقصد بذلك تخطي الانسان عتبة الانفعالات الصحية بحيث يفعل ما هو غير مقبول أو محسوب. د. أحمد المجدوب : الجريمة جرس انذار.. للمجتمع كله. د. سامية خضر : لحظة فارقة بين العقل والجنون. د. سامية الساعاتي : الانهيار النفسي المفاجئ وراء الحادث البشع. أما جريدة «الاهرام» وعلى نفس الخط فقد نشرت موضوعا تحت عنوان : جريمة الزمالك كما يراها علماء النفس : القاتل مريضا بالأنانية وحب التملك، وتحاول في رصد لآراء علماء النفس البحث عن سؤال حائر في رأي رجل الشارع البسيط عن السبب والدوافع التي تفجر مثل هذه الرغبة الدموية والمتوحشة داخل هذا الرجل واسع الثراء ليرتكب جريمته بهذا السيناريو المرعب، وفي اجاباته يؤكد د. أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي ان السويدي يعاني نوعا من اضطراب الشخصية تتميز بالاشباع الفوري للملذات وعدم تحمل المسؤولية والتغلب العاطفي. وأكثر أسباب القتل والانتحار تأتي من تأثير الخمر والمخدرات، بالاضافة الى ما يعانيه من عدم الثقة بالنفس او لأسباب اقتصادية او جنسية، وكلما عانى الشخص من ذلك زادت غيرته وفقدان قدرته على التحكم في انفعالاته والاستهانة بالتقاليد والاخلاق والدين ليصبح في حالة من السهولة معها أن يقتل غيره ونفسه. ويقول : ان زيادة المال مع اضطراب الشخصية والخمر يؤدي الى التهلكة وأفضل أن لا يكون حمل السلاح متاحا لأي شخص يعاني من مرض نفسي أو عقلي. ومن جانبه يوضح الدكتور فكري عبد العزيز استشاري الطب النفسي والاعصاب وعضو الاتحاد العالمي للطب النفسي ان هذه الجرائم ترتبط بشخصية مبتزة سيكوباتية تميل الى ارتكاب أفعال ضد القانون دون ان تدرك خطورة هذه الجرائم على المجتمع وبنائه مشيرا الى ان هذه الجرائم ترتبط ببيئة اجتماعية تهيئ لارتكاب الجريمة ويتبلور ذلك في سهولة اقتناء الاسلحة. أما جريدة «الوفد» فقد رصدت في موضوع موسع لها على هامش «مجزرة الزمالك» على حد وصفها زيادة معدل الجرائم الجديدة في المجتمع التي يرتبط فيها الثراء بالسلاح. وأشارت من خلال علماء الاجتماع الى تغير نمطي لشكل الجريمة في مصر، وفسروا ذلك لغياب التنشئة الاجتماعية واختفاء الوازع الديني والقيم الاخلاقية وانتشار أفلام العنف وعدم تطبيق القوانين الخاصة باستخدام السلاح.