لقد اختار العراقيون مقاومة الاحتلال الامريكي البريطاني باعتباره الحل الوحيد، اذ يرون فيه الحل الأفصل والأمثل لتأكدهم من المؤامرة التي حيكت ضدهم منذ فترة طويلة، والتي خططت لها اسرائيل في المنطقة وخارج المنطقة، ومهدت لها حكومات أخرى من داخل المنطقة وخارجها وكان النظام العراقي يعرف كل خيوطها ولم يستطع تجنبها لأنها تقررت ولأن المنتظم الأممي غير قادر على منع الحرب أو حتى توقيفها ما دام هذا المنتظم هو في حقيقته منتظما أمريكيا صرفا، وما دامت الشرعية الدولية هي شرعية الغاب. فأمريكا قررت ضرب العراق، وقرّرت احتلاله وتغيير نظامه، حتى ولو لم يكن على رأسه صدام، لأن الادارة الأمريكية مدفوعة من اللوبي اليهودي، ومن الدولة العبرية اللقيطة نفسها، ولأن الادارة الامريكية جعلت من أبرز أهدافها في هذه الحرب حماية اسرائيل وابتزاز الثروة البترولية، والتربع في الخليج الذي وجدته لقمة سائغة. والآن وقد أدرك العراقيون ان الغزاة غزاة، جاؤوا لاحتلالهم ونهب ثروتهم والعبث بممتلكاتهم ومكاسبهم، لا لتحريرهم من النظام السابق ولم يبق لهم من خيار غير المقاومة والصمود والتضحية لطرد المحتلين، ومطاردتهم في كل شبر من أرض العراق. هذا هو الخيار الصحيح والمطلوب. ان ادعاءات بوش بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة، وهي ذريعة تستّر بها لشن الحرب، كشفت أكاذيبه الحقائق الملموسة، كالتذرع بمطاردة الارهاب من أجل شن الحروب على الشعوب الآمنة، للتوسع على حساب الغير. وإذا كانت أمريكا الدولة العظمى قد تورطت في مثل هذه السيناريوات بادخالها العالم في فوضى وعدم استقرار، فكيف نعيب على نقمة شعوب العالم عليها ما داموا مهدّدين بالحروب، والاحتلال. وما دامت الحماية الدولية مفقودة، وستبقى مفقودة الى الأبد في ظل الصمت الدولي والمصالح الخاصة. ذلك ان الولاياتالمتحدةالأمريكية برهنت عن نواياها التوسعية الاستعمارية وعن تحدّيها للقانون ولكل القيم الاخلاقية والحضارية وأن المقاومة سواء في العراق أو في غير العراق، هي الحل حتى تقلع عن هذه الأساليب، والممارسات الرخيصة. والعراقيون الذين اختاروا المقاومة أدركوا أن أمريكا خططت لمحاربتهم وغزوهم، وخططت لمحاولة تقسيمهم واذلالهم وتذكيرهم بحلف بغداد السابق، ومن أجل ذلك نظمواصفوفهم ووحدوا جهودهم وتراصّت صفوفهم لتلقين الاعداء الدرس اللازم ومطاردتهم في كل مكان جوّا وبرّا، {وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.