الشاعر نور الدين الورغي! عرف نور الدين الورغي كمسرحي كاتبا ومخرجا منذ سنوات في فرقتي الكاف وجندوبة. ومنذ أعماله الاولى في الكتابة والاخراج كانت لمسرحه نكهة خاصة تفوح منها رائحة تراب الشمال الغربي بأهازيجه وفقره وأساطيره وقصص الحب في الارياف المنسية. ومنذ حوالي عشرين عاما أسس الورغي مع رفيقة دربه «مسرح الارض» لتتتالى أعماله وتنتظم دون أن تخرج عن الخط الذي اختاره منذ البداية... مسرح نابت في الارض موجّه للناس دون سقوط في الاسفاف أو التهريج أو استدرار العواطف. وفي كل أعماله وخاصة في الخمسة عشرة عاما الاخيرة: حبة رمان تربة بالعسل عشق وزنود إليك يا معلمتي تراجيديا الديوك محمد الدرة الخ... لفت انتباهي الحضور المكثف للشعر سواء في مستوى النص أو في جمالية المشهد المسرحي. وفي الحقيقة شعرية تجربة نور الدين الورغي هي تواصل لتجربته الشعرية ذلك أن نور الدين الورغي نشر الكثير من قصائده في بداية السبعينات باللغة الفرنسية وهو لئن انقطع عن نشر الشعر فإنه حوّله الى المسرح. نور الدين الورغي في مسرحيته الجديدة «حوافر السبول» يطرح سؤالا مركزيا عن معنى الفن والمسرح في زمن الموت الذي تزرعه العولمة في كل مكان من العالم وخاصة العالم الفقير فهي تنديد شعري بالحرب الامريكية البريطانية على الشعب العراقي وعلى أرض العراق التي تعيش محنة لا أحد يعرف متى تنتهي إلا الذين قرّروها... وليست المرة الاولى التي يرتفع فيها صوت نور الدين الورغي مدافعا عن الحب منددا بالحرب إذ كانت مسرحيته السابقة «محمد الدرة» تنديدا بالابادة التي يتعرض لها الشعب منذ سنوات كما كانت مسرحيته «تراجيديا الديوك» احتجاج على حرب التطهير العرقي التي عانى منها المسلمون في كوسوفو. فنور الدين الورغي يعيش زمنه مؤمنا بمقولة بريشت لن يقولوا كانت الازمان الرديئة بل سيقولون لماذا صمت الشعراء». نور الدين الورغي في مسرحيته الجديدة يؤكد مرة أخرى أنه شاعر عوّض الكلمات بأداء الممثلين والضوء والديكور وحوار مسرحي قائم على التكثيف والتداعي.