نشاطات الشاعرة ألفة العبيدي الفنية عديدة هذه الأيام وتبدو هذه السيدة في قمة عطائها من أجل الفن والأعمال الفنية المتميزة وقد التقيناها مؤخرا وهي تستعد لانجاز عمل فني جديد في رثاء الفنانة الراحلة ذكرى محمد فكان لنا معها هذا اللقاء. يبدو أن تفاعلك مع حدث موت الفنانة ذكرى محمد لم تكتف فيه بكتابة الشعر؟ حتى كتابة الشعر ليست بالأمر الهيّن في مثل تلك المواقف المؤلمة.. فالحزن كبير.. وقد لا نجد أحيانا من هول ما نحسّه ما به نكون قادرين على التعبير أو الفعل.. ولكن قصيد «ذكراك.. ذكرى» كتب في ظروف خاصة جدا.. وقرأه الفنان التونسي عباس مقدم بعد أن نشر بجريدة «الشروق» فاتصل بي لكي يقترح عليّ تلحين هذا القصيد.. وفعلا فرغنا مؤخرا من تلحين هذا القصيد التي ستكون هديتنا لروح الفقيدة ذكرى محمد في أربعينيتها القادمة. وكيف وجدت التعامل مع الفنان عباس مقدّم؟ هو فنان رقيق.. وإحساسه بالموسيقى عال جدا.. وأثناء تعاملنا معا استمعت إلى صوته فوجدت أنه يستحق الثناء فعلا.. كما ان لديه انتاجات خاصة أسمعني بضعها فوجدت أنها متميزة وفيها اجتهاد واضح. هل تنوين مواصلة التجربة مع هذا الفنان؟ لمَ لا.. لا أجد مانعا لذلك.. وقد تكون لنا عروض مشتركة خلال المهرجانات الصيفية.. إن هو تفاعل مع الفكرة طبعا.. علما وان تجربة «لمة الأحباب» التي خضتها مع ألفة البرهومي وهالة الهرماسي في رمضان الماضي لاقت الاستحسان لدى العديد وأنوي مواصلة العمل مع صوت ألفة البرهومي خاصة. إدارة عروض فنية.. لا يبدو أمرا هيّنا ألفة أليس كذلك؟ فعلا.. على المجموعة أن تكون واعية بضرورة التماسك.. وتغييب النزعة الفردانية في التعامل مع الآخر داخل المجموعة الواحدة.. ثم إن «الحسابات» هي أهم ما قد يفسد العلاقات داخل المجموعة.. ثم إن إدارة العروض تعني ضرورة العمل في النهار.. للتنسيق.. ثم السهر ليلا.. لمواكبة العرض وإنجاحه خاصة وأنني ألقي الشعر في هذه العروض الغنائية. وبعد مسيرة هامة الآن في النشاط الفني.. كيف وجدت الساحة الفنية؟ ما ينقصنا داخل هذه الساحة هو الايمان أكثر بقدراتنا كمجموعة وطنية.. لأنني لاحظت بأن كل فنان يكتفي بالتفكير في نفسه ومصالحه فقط.. وهذا ما يعيق التعاون الفني بيننا.. لكي نستطيع مجابهة الصعوبات المادية خاصة.. لابد لنا أن نتحرر من الأنانية لكي نقدّم فنا صادقا وحقيقيا.