ألقى أعوان مركز الأمن بسيدي البشير مؤخرا القبض على شاب في مقتبل العمر أصيل احدى مدن الوسط، دقائق بعد أن تمكن من سرقة حقيبة من سيارة أجرة راسية بمحطة باب عليوة. وقد حاول في البداية الانكار غير ان محتويات الحقيبة فضحته وجعلته يعترف بفعلته. وكان عونا الأمن تابعان للمركز سابق الذكر يقومان بدورية حين لفت انتباههما شاب انتحى زاوية منعزلة بحديقة عمومية وراح يقلب محتوى حقيبة فبدا واضحا ان وراءها حكاية ولهذا اقتربا منه وطالباه ببطاقة هويته ثم سألاه عن مصدر الحقيبة وعن سبب وجوده في هذا المكان فارتبك وتلعثم مما دعاهما إلى إيقافه للتحري معه. الحقيبة تعرف بنفسها ادعى المتهم أنه كان يعتزم السفر وقد حمل بعض الثياب والأغراض الشخصية في الحقيبة، وفسّر وجوده في الحديقة بأنه توقف للتأكد من احضار وثائقه قبل الالتحاق بالمحطة والسفر. وقد رأى الباحث ان بامكان «الحقيبة» التعريف بنفسها فقام بتفتيشها واكتشف انها تحوي ملابس شخصية وجهاز هاتف جوال ثمين تفوق قيمته 500 دينار وعثر على وصل ايداع يتعلق بجوال آخر بصدد الاصلاح يحمل اسم صاحبه ورقم هاتفه فاتصل الباحث بصاحب الوصل وسأله إن كان قد أضاع حقيبة أو فقدها فأجابه المتصل بأنه في طريقه إلى مدينة سوسة وحقيبته معه فطلب منه العون التوقف والتثبت ففعل واكتشف ان حقيبته قد استبدلت بأخرى. خدعهم بادعائه السفر استقل صاحب الحقيبة المشتبه بها أول سيارة أجرة وجهتها نحو تونس ثم توجه إلى مركز الأمن بسيدي البشير حيث تعرف على حقيبته وسلم الحقيبة البديلة. وعندها لم يعد بامكان المشبوه فيه الانكار فاعترف بالسرقة وروى تفاصيلها: توجه المظنون فيه ساعة الواقعة نحو محطة باب عليوة حاملا حقيبة ملأها بملابس بالية وجرائد قديمة وقام بجولة بين صفوف سيارات الأجرة (اللواج) ولاحظ أن احداها تستعد للانطلاق فدنا منها وتأمل الأمتعة وتفرّس في الوجوه وحدّد هدفه وبدأ في التنفيذ.. اقترب من السائق واعلمه بنيّته في السفر إلى مدينة سوسة فرحب به وساعده على وضع حقيبته في صندوق الأمتعة ومكث إلى جانب السيارة بعض الوقت مدعيا أنه بصدد انتظار صديق (لن يأتي أبدا).. ثم تظاهر بالملل وأعرب للسائق، عن عزمه العدول عن السفر وتوجه إلى صندوق الأمتعة واستعاد حقيبته وفي حقيقة الأمر أخذ حقيبة غيره وغادر المحطة متوجها إلى الحديقة حيث تم القاء القبض عليه. فأحيل موقوفا على العدالة لمقاضاته من أجل السرقة.