تمكنت المعارضة الليبية المسلحة أمس من تحقيق تقدم ميداني في جبهتي البريقة شرقا، والزاوية غربا وذلك وسط دعوات من النظام الى محاكمة «عملاء الأطلسي وتعليقهم على الأعمدة. وبعد أسابيع من الهدوء الحذر في جبهة البريقة اشتعلت أمس المواجهات الضارية بين مسلحي المجلس الانتقالي وقوات النظام الليبي حيث أطلق الجانبان قذائف الهاون والصوارخ وتصاعدت أعمدة الدخان جراء سقوط القذائف على الكثبان الرملية بمحاذاة الساحل. ستسقط قريبا... وقال مقاتلو «الانتقالي» انهم على وشك السيطرة على مدينة البريقة النفطية والاستراتيجية» في آن واحد. واعتبر القائد الميداني في صفوف الثوار فرج مفتاحي ان مدينة البريقة تعتبر المدينة الأهم من حيث امدادات النفط مشيرا الى أن رجاله تسللوا الى داخل المدينة لفترة قصيرة. وشدد على ان السيطرة على البريقة قريبة ووشيكة وأن قواته ستدخلها اليوم الجمعة. وأشار الى أن عناصر المعارضة المسلحة يتقدمون على مهل وأن أي اختراق ميداني لابد ان يكون مصحوبا بطيران «الناتو». وأقامت كتائب النظام الليبي خطوطا دفاعية بالغة التحصين لايقاف تقدم عناصر الانتقالي. وزرعت على امتداد هذه الخطوط مئات الألغام المضادة للدبابات وللأفراد وحفرت أيضا الكثير من الحفر والتي ملأتها بمواد سريعة الاشتعال. وبحسب مصادر الانتقالي فإن قوات العقيد استخدمت قنوات متروكة وحولتها الى شبكة واسعة جدا من الانفاق التي حفرتها تحت الأرض لاخفاء دباباتها وآلياتها العسكرية. وبهذه الطريقة تخرج الكتائب الأمنية دباباتها من هذه الأنفاق لفترة قصيرة لقصف مواقع الثوار ثم تعيدها الى داخل الانفاق الأمر الذي يحول دون تعرضها لصواريخ حلف شمال الأطلسي. يذكر ان مدينة البريقة نضم منشآت نفطية من بينها مصاف لتكرير النفط وميناء لتصديره فضلا عن مناطقها السكنية. اشتعال جبهة الزاوية بدورها، شهدت الجبهة الغربية ممثلة في الزاوية تصعيدا عسكريا عنيفا من الطرفين حيث عاشت طيلة يوم أمس على وقع اشتباكات بين المعارضة المسلحة والكتائب النظامية الليبية. ونقلت مصادر اعلامية مقربة من المعارضة عن مقاتلي «الانتقالي» انهم اشتبكوا مع القوات النظامية في محيط مدينة «الزاوية» بعد تحقيقهم تقدما ميدانيا في جبهة الجبل الغربي. وأوردت مواقع ليبية معارضة أن مجموعات المتمردين من «الزاوية» و«صرمان الساحلية» و«الجبل الغربي» خاضت اشتباكات بين منطقتي جدائم والحرشة على مسافة كيلو مترات من وسط الزاوية. ويسعى المتمردون الى قطع الطريق الساحلية التي تصل العاصمة الليبية بتونس وهي الطريق التي تعتبر شريان الحياة للنظام. وقرب مصراتة لقي ثلاثة من الثوار مصرعهم وجرح 10 آخرون في اشتباكات قرب تاورغاء المتاخمة لمدينة مصراتة مع كتائب النظام الليبي. دعوات الى صلب العملاء في هذه الأثناء دعت عائشة القذافي ابنة العقيد الليبي، الى محاكمة وتعليق عملاء حلف الناتو على أعمدة حتى يكونوا عبرة لغيرهم. وخاطبت عائشة الجماهير الموالية للقذافي قائلة: أقول لليبيين وللشرفاء الصامدين بأن قائدكم وأبناءهم معكم في السراء والضراء... ونحن نستمد صمودنا منكم. وختمت عائشة مداخلتها التلفزيونية بقولها: لا تحزفوا وأصبروا فإن الله معنا... لن أهرب سأعيش فوق أرض ليبيا. وأموت فوق ثراها... أنا وأبي واخوتي صامدون مع الشعب الليبي.