يوجد بحهة الوطن القبلي الكثير من حوانيت الحلاقة أو الحجامة التقليدية التي تعتمد أساسا على الماكينة لقص الشعر والموس العربي لحلاقة الذقن. قد اضمحل بعض هذه الدكاكين ومازال البعض الآخر موجودا إلى الآن وخاصة في جهة منزل تميم وسليمان ونابل. ولم يقتصر هؤلاء الحجامة على الحلاقة كمهنة تساعدهم على إعالة أفراد أسرهم وإنما كانوا أيضا يقومون إلى جانب الحلاقة بعمليات الختان العربي وبمعالجة بعض الأمراض بطرق تقليدية مثل قلع الأضراس باستعمال الكلاب وإزالة الدم الفاسد في حالة الضربة الشمسية بواسطة «المغايث» وسميت هكذا لأنها تغيث مستعملها وتخفف عنه آلال الرأس و«المغايث» هي عبارة عن قوارير صغيرة الحجم تكون عادة إما من النحاس أو من البلور وتلقى فيها قطعة من القطن أو الورق المشتعل فيتمدد ويتقلص الهواء المجمع داخلها بسبب الاحتراق وتوضع خلف الرأس وتحديدا فوق الرقبة بقليل بعد تشليط المكان فتلتصق بالجلد وتجذب الدم وبعد مرور وقت محدد تنزع من مكانها ليفرغ ما تجمع من دم فاسد لونه يميل إلى الأحمر الداكن وفي بعض الأحيان إلى السواد. ويجتمع شيوخ الحي داخل محل الحجام ويتبادلون الأخبار ويستشهدون بالماضي البعيد ويتذكرون أيام الصبى. ومن أشهر أرباب هذه المهنة نجد في جهة سليمان أحمد رشيكو وعلالة فليفل ومحمد فليفل وحميدة فليفل وعبد العزيز سلطان وعمر سلطان والطاهر خمار ومحسن العربي وعبد المجيد بلحاج وصالح بن لمين. أما في جهة بوعرقوب فنذكر محمد ذياب ومعاوية الهاني وعثمان بن عثمان شهر بوحجلة والشاذلي لسود ومن أشهر الأشخاص الذين امتهنوا الحلاقة وأتقنوها في جهة منزل تميم نجد جميل بن جفالة والمولدي الجميل والصادق بوليلة ومحمد الدرويش والبشير الدرويش ورياض الدرويش وكمال الدرويش ومحمد الجويني. وعادة ما يكون للحجام صانع يتكفل بترتيب المحل وتنظيف أدوات الحلاقة بعد كل استعمال بالإضافة إلى إيصال «القضية» ولعب دور الوسيط بين العرف وأفراد عائلته.