لا تمثل خدمات القسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي الطاهر المعموري بنابل استثناء ايجابيا مقارنة بخدمات الأقسام المماثلة بالمستشفيات المحلية بكل من قرمبالية ومنزل تميم وبني خلاد والحمامات رغم ما يتميز به هذا القسم من وفرة في التجهيزات وفي الإطار الطبي وشبه الطبي.فالإقبال على القسم الاستعجالي حافظ على نسقه العادي خلال شهر رمضان ولاحظنا اكتظاظا شديدا على امتداد ساعات الليل والنهار بحكم انه يعتبر الوجهة الرئيسية لا فقط لمتساكني مدينة نابل بل أيضا لعديد المدن الأخرى القريبة منها مثل بني خيار ودار شعبان والمعمورة وتازركة والصمعة وبوعرقوب والحمامات. وعلى الرغم مما يتوفر عليه من تجهيزات وكفاءات طبية وشبه طبية فان خدماته لم ترتق إلى مستوى انتظارات المرضى الذين يشتكون من بطء التدخل الطبي خصوصا إذا تعددت الحالات الاستعجالية مثل الإغماءات والحوادث المنزلية وبعض حوادث السير وحوادث الغرق فيتعالى الصياح والصراخ وتأوهات المرضى داخل هذا القسم مما يؤثر سلبا على أداء الإطار الطبي والشبه الطبي الذي يجد نفسه مضطرا إلى تصنيف الحالات حسب درجات الخطورة وهو ما يسبب في حصول مناوشات وصدامات بين أهالي المرضى والإطار العامل بقسم الاستعجالي تستدعي في بعض الأحيان الاستنجاد بقوات الأمن.السيد الطاهر الريفي تقني سامي في التصوير بالأشعة بمستشفى الطاهر المعموري بنابل قال ان رواد القسم الاستعجالي لا يميزون بين الحالات الخطيرة التي تتطلب تدخلا سريعا والحالات العادية التي تتطلب الانتظار وهي في الأصل ليست من مشمولات الطب الاستعجالي وانما من مشمولات الأقسام الأخرى لكن رغم ذلك نتدخل لمعالجتها واضاف السيد الطاهر قائلا ان المرافقين للمرضى يساهمون بدرجة كبيرة في توتر الأجواء بسبب عدم احترامهم للأولوية وعدم مراعاة المجهودات المبذولة من قبل الاطار الطبي والشبه الطبي الذي يتعرض بصفة مستمرة الى عديد المضايقات والاستفزازات سواء من قبل المرضى أو المرافقين لهم ورغم ذلك نحرص دائما على أداء واجبنا الانساني وعدم القيام بأي ردة فعل الا أنه والكلام دائما لسيد الطاهر الريفي نستعين بقوات الأمن للحد من بعض التجاوزات. ويبقى قسم الاستعجالي بمستشفى الطاهر المعموري بنابل في حاجة الى التأهيل واعادة التنظيم حتى يواكب التطور الطبي من جهة والنمو الديمغرافي من جهة أخرى فالتوسعة وتوفير التجهيزات وانتداب اطارات طبية وشبه طبية كلها عوامل من شأنها أن تساهم في تحسين الخدمات والحد من الاكتظاظ.