ألقت الثورة الليبية بنتائجها على عديد العائلات من شتى الجنسيات المتواجدة في ليبيا نظرا لإسقاط نار الثوار والكتائب للمدنيين دون تمييز ومن بين ضحاياهم المرحوم فُضيل المناعي وابنه محمد أصيلا مدينة فندق الجديد بقرنبالية. حول ماضي الضحية وعمله بليبيا وملابسات وفاته كان هذا التحقيق. يقول ابنه الأصغر : سافر والدي منذ كان عمره عشرون سنة شأنه شأن عديد المهاجرين الى ليبيا للعمل وتنقل بين عديد المهن الحرة مما جعله يكسب ثقة الليبيين في مصراتة وودّهم وقد اصطحب في وقت ما العائلة فكان ان وُلد أخي الأكبر محمد بمصراتة بالذات ثم بقي في ترحال لسنوات طويلة بين البلدين الى ان استقر مع أخي محمد (27 سنة) لوحديهما. وحول ما حدث مؤخرا وظروف وفاته يقول: قررا العودة في شهر ماي الفارط واستقلاّ سيارتهما الخاصة وبعد خروجها من مصراتة وفي ظروف الثورة الليبية اعترض سبيلهما مجموعة من كتائب القذافي (حسب ما رواه أخوه الناجي من العملية) وأطلقت عليهما الرصاص مخلفة خرابا كبيرا بالسيارة ووفاة الوالد في حين أصيب محمد الذي حضن والده وهو يعاني سكرات الموت وكان آخر ما قاله: أوصيك على أمك وأختك ثم ضحك وأسلمت الروح لخالقها» عندها أُخذ الابن الى المستشفى بطرابلس مقضيا مدة تحت العناية المركزة ومنه الى سجن بوسليم قصد طمس جريمتهم وتصوروا حالته الصحية وهو في السجن. دخول الثوار وفتح السجن يواصل محدثي قوله عن ظروف أخيه لما دخل الثوار مؤخرا طرابلس وفتحت السجون تمكن أخي من الفرار فاحتضنه فاعل خير ليبي وتكفل بإبقائه لديه ساهرا على مداواته. وبعد تردد ولأي كبيرين تمكن من الاتصال بنا وأعلمنا بنعي والدنا وحالته فلا تسألوا آنذاك عن حالتنا وحالة العائلة والجيران وكل المدينة لما عرف فيها والدنا من طيبة ودماثة أخلاق ونحن الى حد الآن بصدد السعي الى جلب رفاته. نداء الى الحكومة المؤقتة والمجلس الانتقالي الليبي حول ما قامت به العائلة قصد جلب جثة الضحية يقول صهره: لقد أعلمنا ابنه بأنه علم ان والده دفن في مقبرة الشهداء بقرية تاورغا عن طريق الهلال الاحمر وان العائلة في تونس قدمت عريضة الى وزارة الخارجية قصد الجلب لذلك فإنهم يطالبون الحكومة المؤقتة والمجلس الانتقالي الليبي بالسماح لهم بجلب جثمانه وكذلك جلب ابنه الذي يعاني آلاما شديدة بسبب إصاباته البليغة ونقص العناية الطبية بطرابلس مع العلم انه فقد جميع وثائقه في ظل ما حدث ويحدث هناك.