التوازن بين الجهات سواء من حيث التنمية او التشغيل وكذلك النظافة والاعتناء بجمال الأحياء والمناطق هو مطلب كل تونسي غيور على وطنه. الموضوع لا يتعلق بغياب المشاريع التنموية ولا بإنجاز طرقات سيارة ولا بإحداث قطب تكنولوجي وانما يرتبط بالجانب الصحي والبيئي المتصل أساسا بالنظافة ورفع الفضلات في إبانها وهو حال ما يعانيه سكان معتمدية الحرايرية، فحي الزهور والعقبة وحي السلامة لا يتعلق دال أسمائها بمدلولها وانما مثل «عقبة» نفوس متساكنيها، اذ غابت عنها الزهور لكثرة وجود الفضلات المكدسة في كل مكان سواء بالأنهج او الشوارع وحتى الطرقات لم تسلم من ذلك. وحي السلامة أصبح مصدر قلق صحي وبيئي لكثرة اهمال أعوان النظافة لهذا الحي وغيابهم المتكرر الذي يتجاوز مداه الشهر اضافة الى انتشار المصبات العشوائية وما تحمله من روائح كريهة مثلت مرتعا للحيوانات السائبة وجحافل الناموس الذي لا يقاوم. المواطن والعمل التطوعي سكان معتمدية الحرايرية قاموا ببادرة تذكر فتشكر من خلال اتلافهم للفضلات المنزلية سواء بالحرق أو بكراء جرارات على نفقتهم الخاصة ونقلها بعيدا عن المنطقة تجنبا للمخاطر الصحية والبيئية التي يمكن أن تصيب المتساكنين نظرا الى وجود العديد من المنشآت الصناعية بهذه الأحياء والتي قد تساهم في عملية التلوث البيئي لو يستمر تجاهل البلدية لهذه المعضلة التي أرقت لا فقط سكان أحياء معتمدية الحرايرية بل تقريبا جل متساكني أحواز العاصمة. أين البلدية؟ سكان أحياء الزهور والعقبة وحي السلامة يبحثون عن اجابة لسؤال ظل عالقا بأذهانهم يتعلق بغياب مسؤولي البلدية وعدم اهتمامهم بهذه الأحياء رغم انهم يدركون ان ثورة 14 جانفي بالاضافة الى ما تحمله من حرية وكرامة فإن «النظافة» هي أحد أسسها ومبدأ من مبادئها باعتبار ان نظافة الحي مؤشر على حسن العناية والاهتمام به وقد ترتقي الى مستوى رغيف الخبز من حيث الأهمية. متساكنو هذه الأحياء أملهم أن يجدوا آذانا صاغية تأخذ مطلبهم مأخذ الجد من حيث توفير شاحنة بلدية تتولى رفع الفضلات في إبانها وتعزز طاقم عملة النظافة نظرا الى الكثافة السكانية بهذه الاحياء، وهم بذلك مستعدون الى مدّ يد العون الى كل من أراد خيرا لهذه المعتمدية.