فوضى عارمة يعرفها عدد من المدارس الابتدائية مما أثار الكثير من الفزع في نفوس الأولياء وهم يراقبون الأمر عاجزين عن فهم أسباب ما يحدث أمامهم. لا نعرف أسباب ما يحدث في عدد من المدارس. فبعض المعلمين يرفضون القبول بجداول الأوقات الخاصة بهم وآخرون يستعينون بالأولياء لطرد المديرين وأولياء يتجمعون أمام الأبواب ويعتصمون ويطالبون برفض تعيين الادارة لعدد من مديري المدارس في الوقت الذي يحتمي فيه المسؤولون الجهويون بمكاتبهم المغلقة في وجه الجميع تاركين الأمر إلى الفوضى الخلاقة؟ ما عرفته المدارس الابتدائية هذا العام أمر يدعو إلى الفزع، لقد كانت دائما المؤسسات التربوية مؤسسات مقدسة عندما يدخلها الولي يشعر بتلك القداسة ويشعر بالاجلال والتقدير لكل اطاراتها، لكن الآن الولي يدخل ليتهجم على الاطار وعلى المدير وفي كثير من الأحيان يتم ذلك لأسباب لا تهم الولي ولا تهم التلميذ أيضا. والسؤال المحيّر لماذا تبقى الوزارة صامتة؟ لماذا يخاف الجميع من هؤلاء الذين انتهكوا قداسة المدرسة التونسية؟ هل من الطبيعي أن نرى في مدارسنا مثل هذه المظاهر، هل من الطبيعي والعادي أن يتحدث معلم مع ولي حول توزيع ساعات العمل داخل المدرسة وهو أمر يهم المعلم والمدير والمتفقد فقط، هل من العادي أن يطالب ولي بطرد وعزل مدير مدرسة تحت أي سبب كان؟ الكثير من مديري المدارس الابتدائية وحتى المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية عبروا عن ندمهم لقبولهم بتحمل مسؤولية الادارة مما سيؤثر حتما على قدرتهم على التسيير طيلة العام الدراسي. درجة الانضباط داخل المؤسسات التربوية والتعليمية يجب أن تعود الى مستواها المعهود وهذا ما تتغافل عنه وزارة التربية. إن السلبية التي يتعامل بها المديرون الجهويون مع ما يحدث من فوضى في المؤسسات التربوية يجب وضع حد لها، لا يمكن انتظار وقت أكثر حتى تعود الأمور الى طبيعتها. الانضباط داخل المدرسة هو العنصر الأهم الذي يمكن أن يضمن نجاح المسيرة الدراسية والفوضى تحت أي إسم كان لا يمكن لها أن تصنع النجاح... نخشى أن تتحول هذه السلوكيات الى عادات دائمة وقارة وعندها سنعجز جميعا عن إعادة الأمور الى نصابها... ندعو الوزارة الى التدخل والى وقف تيار الفوضى.