... ما يحدث في الولايات الداخلية وأساسا في ولايات القصرين وسيدي بوزيد وقفصة وغيرها من ولايات الداخل يدعونا جميعا الى اطلاق صيحة فزع بشأن بطالة الشباب هناك... مئات الشباب الذين تجاوزوا السن القانونية بمنطق قانون الانتداب وحاصلين على الشهائد العليا وجدوا الطريق أمامهم مسدودا ووجدوا أنفسهم بعد الثورة داخل النفق المظلم فلا حكومات بعد الثورة ساعدت على انتدابهم ولا القطاع الخاص قادر على تشغيلهم... الامر يدعو الى تدخل وطني لإنقاذ مئات الشبان وانقاذ مئات العائلات وتوفير موارد الرزق لها... لقد عانى هؤلاء في تلك الولايات من البطالة قبل 14 جانفي... عانوا من التهميش ومن الاقصاء ومن الفقر ومن الاحتياج وللأسف تواصلت بطالتهم وتواصل اقصاؤهم بعد 14 جانفي. الأمر يحتاج الآن الى اطلاق حملة وطنية لتشغيل من تجاوزوا السن القانونية من أصحاب الشهائد العليا وخريجي الجامعات لن نقبل بأن تتواصل أزمة هؤلاء ولن نقبل بأن تستمر المأساة... نحتاج الى تدخل عاجل وفوري من الحكومة ومن كل أجهزة السلطة المؤقتة لإنقاذ مئات من الشبان يعانون من تعسف قانون الانتداب في الوظيفة العمومية وفي القطاع العام، فالجميع يعرف أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي في الولايات الداخلية عرف المزيد من التأزم وعرف الاستثمار انكماشا رهيبا وارتفعت معدلات البطالة بشكل فاق كل التوقعات وزادت نسبة الفقر وازداد عدد المحتاجين... نعم هذا ما حدث هناك في تلك الولايات التي انطلقت منها الانتفاضة الشعبية في شهر ديسمبر الماضي... الآن هؤلاء العاطلين انتقلوا الى العاصمة للاحتجاج وغادروا ولاياتهم... غادروها دون أمل فالمأساة تتواصل... من حق هؤلاء أن تلتفت الحكومة اليهم ويلتفت اليهم «الثوار» أيضا لنعمل جميعا على انقاذ هذه العائلات وتأمين الشغل لمن تواصلت بطالتهم سنوات قبل 14 جانفي وقد تتواصل سنوات أخرى...