حفل افتتاح المدرسة القرآنية بسيدي رزيق حضره عدد كبير من الأولياء ومتساكني المنطقة والأطفال وشيوخ العلم وحفاظ كتاب الله تعالى الذين تفاعلوا مع الحدث. وقد بدت مشاعر الابتهاج بهذا المولود الجديد واضحة على وجوههم خاصة بعد ان اكتشفوا التجهيزات الحديثة للمدرسة والوسائل الرقمية المتطورة بمختلف القاعات وأيضا البرامج التفاعلية لتحفيظ القران الكريم للأطفال ومناهج تدريس العلوم الشرعية للكبار. وأوضح رئيس الجمعية الثقافية الفنية عبد الرحمان الحفيان لترسيخ الثقافة الإسلامية السيد لطفي النابلي ل(الشروق) أنّ الجمعية التي تأسست في 28 نوفمبر الفارط تعمل على نشر وتحفيظ كتاب الله تعالى للأطفال بأسلوب حكيم وعصري وبذل الجهود التي تكفل اتقانهم له وتلاوته وتجويده مع فهم معانيه والتخلق بأخلاقه القويمة بفضل مدرسين أكفاء ومن خلال مُرَكّب قاعات يضم روضة ومدرسة ومعهد. منهج وسطي معتدل وأضاف السيد لطفي النابلي قائلا: «هدفنا الدعوة إلى دين الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة بالمنهج الوسطي المعتدل استنادا إلى تعاليم القران الكريم والسنة النبوية المطهرة. فنحن في خدمة كتاب الله تعالى والعلم الشرعي من خلال بعث روضة نورانية ومدرسة قرآنية معهد للعلوم الشرعية بغاية ربط المسلم بكتاب الله علما وعملا». وبين محدثنا أن إطلاق إسم الروضة النورانية أساسه الطريقة التي سيقع اعتمادها لتحفيظ القران الكريم للأطفال بين سن 3 و6 سنوات. وسيتعلم هؤلاء الحروف الهجائية وجميع أحكام التجويد من خلال التلقي. في حين تحتضن مدرسة الريادة النموذجية لتحفيظ القران الكريم الأطفال البالغين من العمر 6 سنوات فما فوق. وإلى جانب حفظ القران الكريم سيتلقى الأطفال دروسا حول السيرة النبوية والتربية الإسلامية. أما معهد الإمام سحنون للعلوم الشرعية فيعتمد برنامجا أكاديميا لمدة 3 سنوات يهدف إلى تكوين متخصصين في مجال العلوم الشرعية وإعدادهم لخدمة المجتمع وتنمية القدرات والمهارات البحثية. وسيسهر على هذه البرامج التعليمية متخصصون ذوو خبرات عالية. روضة نورانية وعرّفت المربية كوثر بالسرور بطريقة الروضة النورانية بأنها منهج لتعليم الحروف الهجائية من خلال التجويد العملي لكلام الله عز وجل. وهذه الطريقة تحتوي على 95 بالمائة من القواعد العامة للتجويد وهي تُيسر النطق وتطبيق قواعد مخارج الحروف دون النظر إلى تفاصيل وقواعد التجويد العامة. وأضافت أن ميزة الطريقة النورانية هي أن لكل درس «إيقاعا» خاصا فلا يشعر الطفل بالملل وبالتالي تتحقق الفائدة. نظام رقمي متطور من جهته قال رجل الأعمال السيد محمد النابلي, الرئيس السابق للجمعية القرآنية برياض النصر, إنه يشارك ضمن هيئة الجمعية وعدد من الداعمين والأولياء في جهود تركيز الروضة والمدرسة والمعهد بهدف خدمة كتاب الله عز وجل ونشر القران الكريم بين الناشئة. وطاف بنا السيد النابلي في أرجاء قاعات المدرسة حيث تركزت عدد من آلات الكاميرا الموصولة بنظام تسجيل وبث على أجهزة التلفزة المنتشرة بمختلف القاعات وعلى شبكة الانترنت. وهذا النظام ككل يمكن طلبة معهد الإمام سحنون من متابعة الدروس عن بعد من أي مكان في العالم عبر شبكة الانترنت على غرار الطلبة الحاضرين. كما يمكن بث الدروس مباشرة في جميع القاعات في صورة تجاوز عدد الطلبة أو المشاركين في المحاضرات طاقة استيعاب القاعة الرئيسية. وتمكن هذه التقنيات أيضا من تسجيل كل الدروس والمحاضرات ونقلها على أقراص ليزرية لتمكين الراغبين في متابعاتها من دون الالتجاء إلى شبكة الانترنت. وختم السيد محمد النابلي حديثه معنا قائلا بأنه سيتولى إن شاء الله في القريب العاجل متابعة هذه الجهود لمؤازرة مدرسة قرآنية أخرى وهي مدرسة حي الفوز بالنصر التي تحمل اسم العلامة الجليل محمد الطاهر بن عاشور. ووجه السيد محمد النابلي دعوة إلى أهل البر والإحسان لدعم جهود الجمعية لنشر كلام المولى عز وجل. منحة بعد محنة السجين السياسي الأستاذ المحاضر سالم العدالي رئيس الجمعية التونسية لأئمة المساجد وكاتب عام الرابطة العلمية التونسية كان من بين ضيوف الحفل حيث تحدث ل (الشروق) حول هذا الحدث قائلا: «هذه منحة ونعمة من الله عز وجل بعد أن كنا في محنة .. وهذا من ثمار ثورتنا المباركة..يقول الله عز وجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. فالله سبحانه وتعالى قد شرح الصدور وحرك الهمم لاستيعاب كلامه عز وجل وتعليمه وتطبيقه.. وهذا يتماشى مع قدرته التي أرادها لهذا العالم وذلك بتسخير أسباب الثورات في العالم الإسلامي .. بالإضافة إلى تململ النفوس الصادقة والعقول النيرة في مختلف نواحي العالم لإدراك ما للإنسان من أهمية في هذا الوجود وما للإسلام من أهلية تبيح له نقلة بشرية من حياة الضيق والاستعباد إلى عالم السعادة والحرية والسلام».