تعرف جهة سليانة بحزامها الغابي الممتد على طول الولاية تقريبا وتغطي اشجار الاكليل والزعتر والصنوبر الحلبي نسبة هامة من المساحة الغابية. الموارد الغابية الهائلة المنتصبة بجهة سليانة تعاني من الاهمال من قبل الجهات العليا للدولة وخاصة سلطة الاشراف بالصيدلية المركزية للبلاد التونسية ووزارة الصحة العمومية لان ما تكتسبه هذه الاشجار من منافع متعدّدة يمكن استغلالها لصناعة الادوية والموارد الصيدلية ومن المؤسف تجاهلها. اعتبارا لما تضطلع به الغابة من دور كبير من الناحية البيئية والطبيعية وخاصة بجهة سليانة التي تبلغ مساحة غاباتها قرابة 110 الاف هكتار ممتدة على عديد المعتمديات كالكريب وكسرى وقعفور وبوعرادة ومكثر.. الخ فان المساحة التي تحتكمها شجيرات الاكليل والزعتر تناهز قرابة ال 25 الف هكتار في حين تمتد اشجار الصنوبر على قرابة 20 ألف هكتار. من الفوائد الجمة لشجرة الاكليل كدواء لتنظيف الجروح والانفلونزا والسّعال إذ يعتبر زيت الاكليل أحد اهم مكونات تصنيع الادوية أما أوراقه الجافة فكثيرا ما تستعمل عند طهي الطعام كمواد ثانوية من أجل ادخال نكهة خاصة على الاكل. لذلك تعمد عديد العائلات وخاصة منهم سكان المناطق الغابية لاستغلاله كمورد رزق اضافي فمنهم من يقوم بتقطيره ومنهم من يقوم ببيعه جافا ويكون ذلك حسب مصادرنا خلال فترتين ينطلق في فصل الربيع لاستخراج الزيوت الاساسية منه وينتهي على امتداد اشهر الصيف لتجفيف الاوراق. من المزايا الاخرى لهذه الشجرة المحافظة على الارض أنها تعتبر مرعى للنحل اذ يعتبر عسل الاكليل من أجود أنواع العسل، أما شجرة الزعتر فهي كثيرة الفروع أوراقها صغيرة وتزهر منتصف الصيف وتنتشر هي الاخرى بكامل غابات الولاية ويعتبر الزعتر من النباتات المشهورة وأهم استعمالاته لعلاج الربو والسعال الديكي ومضاد للسموم في جسم الانسان وطارد للغازات ومضاد للمغص ومهدئ ويعتبر ايضا منشطا ممتازا لجلد الرأس ويمنع تساقط الشعر ويكثفه وينشطه ومضغه ينفع في وجع الاسنان والتهابات اللثة خاصة إذا طبخ مع القرنفل في الماء كما أنه يقي الاسنان من التسوس وخاصة إذا مضغ وهو أخضر. أما أشجار الصنوبر الحلبي فهي الاخرى تحوز على مساحة هامة تبلغ قرابة 108 آلاف هكتار ويمتاز الصنوبر بانتاجه لحبات الزقوقو التي تحتوي على فوائد طبية جمة في معالجة البرد والسعال الديكي ويفيد ضد الربو والوهن وضعف الاعصاب والتهاب المجاري التنفسية هذا بالنسبة لاستعمال عصير الزقوقو أما بالنسبة لاوراقه فهي تعالج الجروح والقروح. ثروة غابية... غير مستغلة بالرغم من ثراء المخزون الغابي بجهة سليانة ككل وبالرغم مما تحتويه المنطقة من ثروات طبيعية هائلة ومتعددة المنافع على غرار عديد الأشجار الاخرى مثل الصنوبر الحلبي المعد لانتاج الزقوقو والزعتر والشيح دون نسيان الاكليل الا أن كل هذه الثروات الهائلة الممتدة على كامل غابات الجهة مازالت مهملة وغير مستغلة بالوجه المطلوب من قبل مستثمري الجهة الذي غابت عنهم التشجيعات من قبل الدولة التي لم تعر هذا المنتوج ما يستحقه من اهمية بالغة والذي يتسم بقيمة طبية عالية وصالحة في ذات الوقت لصناعة الادوية والمواد الصيدلية والتي يمكن من خلالها توجيهها للتصدير والحد بالتالي من توريد الادوية ذات القيمة المضافة الباهظة التي أثقلت كاهل الدولة. فالاعشاب الغابية ذات الصلة بالطب غزيرة ومتوفرة بكامل غاباتنا لكنها مهملة وغير مستغلة بالوجه المطلوب لذلك لماذا لا يتم طرح هذا المقترح بأكثر جدية حتى تعود الفائدة على الدولة وعلى ابناء الجهة من خلال خلق اكثر ما يمكن من موارد الرزق؟