زاوية الخضارين أو ما يعرف بزاوية سيدي الطيب معلم تاريخى يعكس عراقة مدينة باجة وتجذرها في الحضارة العربية الاسلامية وحجم الاسماء التي مرت بهذه البلاد من اعلام في الفقة والعلوم الشرعية والتصوف . أسست الزاوية من لدن الشيخ أحمد البلاقى الشريف الملقب بالعلامة النحرير عام 1780ميلاديا وهي ثالث زوايا الطرق القادرية بالبلاد التونسية حيث تتلمذ الشيخ على يد أب الحسن علي بن عمر الشايب دفين منزل بوزلفة أول مؤسس للطريقة القادرية بتونس وسميت الزاوية بإسم الشيخ الطيب البلاقي حفيد الشيخ المؤسس بعدما ورث هذا الاخير الطريقة عن جده ويلقب بالعمدة البركة الولي وهو رابع الشيوخ القادرية في باجة وغلب إسمه على الزاوية وتوفي سنة1933. تحفة معمارية ومنبر للعلوم الشرعية والتصوف بنيت زاوية الخضارين قرب سوق الزيت سابقا والمسماة بالبرادعية حاليا أو ما يسمى ببطحاء التوتة وهي منطقة بالمدينة العتيقة تربط منطقة باب العين بنهج جامع المدينة العتيقة أي النهج المسمى بنهج البلاقي الى حد اليوم وتتكون الزاوية من حجرة كبيرة بها باب كبير ونافذتان باتجاه ساحة التوتة .بنيت الشبابيك بلوحات كلسية من مادة الكنذال ويشكل بابها معلما تاريخيا يناهزعمره 231 سنة وهو مجلد بصفائح النحاس المحلي بالمسامير المقعدة والمحدبة وبمدقين تقليديين. تشكل الحجرة الداخلية بيتا للصلاة وبها محراب مبني على الشاكلة العثمانية وهي مدعمة بسواري تقف على قواعد رخامية أسطوانية ومربعة. تابوت الشيخ سيدي الطيب البلاقي معزول هندسيا عن بيت الصلاة بستار حديدي وينتصب على تابوت خشبي (ارابسك)على غاية في الاتقان وهو مخطط بحاشيته من صنع عبد الرحمان الجريدي وصنع في باجة في ربيع الاول من عام 1353ه/1933ميلاديا ومكتوب على التابوت نص تاريخي يكشف أسماء المشايخ الذين مرّوا بزاوية الخضارين ومكتوب عليها بيت شعر مضمونه «ومن تكن برسول الله نصرته أن تلقه الأسود في آجامها تجم وكلهم برسول الله ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم» والجدير بالذكر أن زاوية الخضارين شكلت منارة للعلوم الشرعية والتصوف حيث عرف مؤسسها الشيح أحمد البلاقي بفقهه وإلمامه بالعلوم الشرعية والتوحيد إضافة الى علوم الاحوال القلبية والمقامات الروحانية وكان يترأس مجلسين أحدهما للذكر والثاني للعلم وسيتواصل المزج بين الصبغة العلمية والطرقية للزاوية مع الشيخ محمد بن جيلانى البلاقي (توفي سنة 1859)وهو ابنه الوحيد ثم أحمد بن جيلانى الحفيد(توفي عام1865)والشيخ محمد الطيب البلاقي الذي سميت الزاوية باسمه الى يومنا هذا وستعطي هذه السلالة نخبة من مثقفي البلد ونذكر منهم أحمد بن جيلاني البلاقي وهو فقيه وموثق ومختص في علوم الموارث ومحمود بن يونس(كان حيا عام 1957) وهو مختص كذلك في علوم الوارث وكان فقيها وموثقا وإماما بالجامع الكبير وكان يدعى العلامة . تشويه على مستوى المعمار وإهمال وتلويث من رواد السوق مع مرور الزمن وانعدام وجود الصيانة الكافية والموضوعة على أسس علمية شهد معلم زاوية الخضارين تهرما كبيرا على مستوى البناية وتصدعا في السرايا والدعامات وحتى في الشباكين والباب وللاشارة كانت هناك محاولة ترميم أجريت بصفة أحادية من بلدية باجة في السنوات الفارطة إلا أنها لم تكن على أسس علمية ودون وجود يد عاملة مختصة حيث استعملت مواد بناء من الاسمنت والآجر لتصليح أطر الشبابيك واستبدل الباب التاريخي بباب حديدي مما ساهم في طمس الصبغة الاثرية والتراثية للمعلم ولحسن الحظ أوقفت هذه الترميمات بعد أن، جوبهت برسائل احتجاجية ومكاتيب من مثقفين بالجهة الى وزير الثقافة ومعهد التراث والسلط الجهوية وتم إيقاف هذه الاشغال وقد علمنا أن هناك نية لاستئناف الترميم من معهد التراث حسب طرق علمية . من جهة أخرى وقع انتهاك مقام الولي بنزع السياج الحديدي الفاصل بينه وبين بيت الصلاة وتحويل تابوته المخرم بالارابسك الى غرفة جانبية وذلك استنادا الى فتوى عدم جواز الصلاة بمسجد يحتوي ضريحا وهو ما يتعارض مع رأي الامام ماك ومتبعي العقيدة الأشعرية ومنهم كبار علماء الزيتونة ومجتهدوها. كل هذا التشويه صاحبه اهمال كبير للساحة التي يفتح عليها باب المسجد والمسماة بالتوتة حيث أصبح المكان مستغلا من الباعة المتجولين والمنتصبين ومجلسا لرواد المقاهي المجاورة وبائعي الأثاث المستعمل مما يتسبب في تراكم الاوساخ والفضلات وقد تعززت حالة الفوضى في ظل الغياب التام لاعوان البلدية ولجنة صيانة المدينة