... لم تهدأ الأوضاع بعد في الحوض المنجمي.. عادت الاعتصامات المفتوحة وعاد التصعيد... منذ سنة 2008 التي عرفت ما عرف حينها بأحداث الحوض المنجمي والمشاكل المطروحة هي نفسها لم تتغير... مرت سنوات وعرفت البلاد أحداثا كثيرة لكن ظلم أهالي الحوض المنجمي تواصل... تواصل التهميش وتواصلت البطالة وتواصلت الوعود التي لم تتحقق... بالرغم من السنوات الطويلة التي يتم فيها انتاج الفسفاط الا أن منطقة الحوض المنجمي ظلت الأقل حظا والأكثر تهميشا... ظلت تعاني الفقر والبطالة والحرمان. لنعترف بأن الوضع زاد صعوبة في أم العرائس وفي الرديف وفي المظيلة وفي المتلوي وبأن الحلول منعدمة.. ثلاث حكومات تعاقبت على البلاد الآن منذ أحداث 14 جانفي 2011 دون ان تقدم حلولا أو تنجز وعودا للمنطقة التي ظلت منذ سنوات الاستقلال الاولى والى حد الآن تعاني التهميش والفقر... يشعر الأهالي هناك بالغبن وهم يشاهدون قاطرات الفسفاط تمر أمامهم... ويشعر الأهالي بالظلم والقهر وهم يشاهدون العمال في الدواميس يستخرجون الفسفاط لتبقى قراهم ومدنهم مكسوة بلون الغبار.... الآن على الحكومة ان يكون موقفها واضحا وان تكون أكثر جدية في التعامل مع ملف الحوض المنجمي.. لا تكفي الوعود وحدها ولا تكفي جلسات الحوار والتفاوض الامر صار يتطلب حلولا جدية وناجعة وتشخيصا حقيقيا للأوضاع هناك وتحليلا للاشكاليات التي تراكمت على مر سنوات طويلة... ليست البطالة وحدها هي المشكل هناك مشاكل أخرى أهمها ان مدن الحوض المنجمي تفتقر للبنية الأساسية وللمرافق الخدماتية المتطورة وللمستشفيات الحديثة بالرغم من ارتفاع نسبة حوادث الشغل هناك... لا شيء قدموه لأهالي الحوض المنجمي غير الوعود وغير المسكنات وغير محاضر الاتفاق التي تمضى ولا تطبق... أصبحت الاعتصامات شرا لابّد منه بالنسبة لشباب وأهالي الحوض المنجمي حتى يسمع كل الوطن صوتهم وحتى تعرف الحكومة أن أمامها ملفات عاجلة ومتأكدة قد يكون أهمها ملف الحوض المنجمي المفتوح منذ سنة 2008... أم أن الأمر يحتاج الى حريق آخر كي تُنجز الوعود.