الشيخ تجاوز ال81 عاما، وزوجته لا تقل عنه إلا ببعض السنين، ومع ذلك وجد الجدان نفسيهما بين 3 شبان تمكنوا من الإعتداء عليهما بالضرب المبرح تحت تهديد السكاكين والسواطير والعصي واستولوا على 31 مليونا وهددوا المرأة بقطع أذنها أن هي لم تخلع قرطها. هذه الحادثة اهتزت لها مدينة صفاقس ليلة أول أمس وتحولت إلى حديث القاصي والداني نظرا لبشاعتها وفظاعتها، وقد أمدتنا إبنة وحفيدة المتضررين بتفاصيل ليلة الرعب. المكان : طريق الأفران كلم 7 بصفاقس، الزمان : الواحدة ليلا لما كان الشيخان يغطان في سباتهما العميق، فجأة استمعا إلى طرقات على الباب لم يتجاوز توقيتها اللحظات حتى خلع الطارقون الباب بقوة أفزعت أصحاب المنزل. ولج ثالوث المنزل بقوة وسرعة فائقة، ودون مقدمات تذكر اتجه أحدهم للشيخ الشاذلي الملولي معلم متقاعد، 81 عاما، واتجه الثاني لزوجته الفاقدة للبصر كليا، في حين تكفل الثالث بتفتيش المنزل وفتح كل أبواب الخزائن ورفع الحشايا والأغطية وغيرها... أحد اللصوص، انفرد بالشيخ المسن، وخنقه وهدده بساطور طالبا منه مفاتيح السيارة وكل ما يملك من مال وذهب، عبثا حاول الشيخ الدفاع عن نفسه بكل ما تبقى له من قوة أتت عليها السنين، لكن الشاب أصر على السطو، واعتدى على شيخ الثمانين بعصا زيتون غليظة... في الوقت الذي كان فيه الشيخ يصارع الشاب ويصيح طالبا النجدة والتدخل، كان الثاني يهدد زوجته المسنة، ضربها بكل قوة وطلب منها نزع كل ما تملكه من ذهب.. تحت التهديد والخوف والرعب نزعت المرأة حبيبة الملولي، 75 عاما السوار والخاتم، لكنها تغافلت عن القرط فهددها الشاب بقطع أذنها ان هي لم تنجح في نزع القرط بيديها المرتعشتين.. في لحظات الرعب، تفطن ثالث الثالوث إلى 31 مليونا كانت مخفية بإحكام في الخزانة، رفعها بالكامل وأشار على شريكيه بسرقة السيارة، وفعلا نجح الثلاثي في فتح أبوابها، لكن صوت وصول أحد الأقارب حال دون ذلك.. ففر الثالوث ب31 مليونا مع كل مصوغ الأم. كل هذه التفاصيل رواها الشيخ بلوعة وحرقة، في حين أكدت أبنته أن اللصوص شوهدوا مرة ثانية بعد الجريمة قرب المنزل ويبدو ان عودتهم كانت لاستكمال عملية السطو والاستيلاء على السيارة التي ربما أسالت لعابهم. الجهات الأمنية فتحت تحقيقا في الموضوع، وعاينت مكان الجريمة واستمعت إلى المتضررين وأفراد العائلة بعد ان نجح الأعوان في رفع الساطور والسكين، كما نجحوا في رفع علبة سجائر وبطارية شحن سقطت من جيب أحد الشبان. هذا، ويؤكد أفراد العائلة أن الجهات الأمنية بصفاقس عازمة على الكشف عن اللغز وهو ما فهمه الأهالي من حرص أعوان الشرطة على جمع كل التفاصيل التي تفيد مجريات البحث في هذه الجريمة البشعة التي خلفت أثارا عميقة في نفسية المرأة التي أصبحت تحلم كل ليلة وتنهض مذعورة وصائحة «سارق.. سارق»...