في الوقت الذي ينظر فيه عدد كبير من الرجال إلى النساء على أنهن ناقصات عقل ودين، وانه لا يجب أن يأخذ برأيهن ، ،لم يخجل الرسول الكريم في الأخذ برأي زوجته، ويتجلى ذلك في استشارته صلى الله عليه وسلم لأم سلمة في صلح الحديبية
عندما أمر أصحابه بنحر الهدي و حلق الرأس فلم يفعلوا ، لأنه شق عليهم أن يرجعوا، ولم يدخلوا مكة ، فدخل مهموما حزينا على أم سلمة في خيمتها فما كان منها إلا أن جاءت بالرأي الصائب فقالت : اخرج يا رسول الله فاحلق و انحر، فحلق ونحر، فإذا بأصحابه كلهم يقومون بقومة رجل واحد فيحلقوا وينحروا.
وفي عصر تمتد فيه أيدي الأزواج إلى نسائهم إذا ما أخطأن ، ننظر إلى حكمة الرسول ورقته ولطفه في التعامل مع نسائه إذا ما حدث أي خلاف بينه وبين زوجاته، فقد حدث خلاف بين النبي وعائشة رضي الله عنهما فقال لها من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضى عمر قط «عمر غليظ». قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول: تتكلمين أم أتكلم ؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا.
فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة الالتصاق بظهري - إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما.
وفي الوقت الذي يرى فيه بعض الرجال أن مجرد ذكر اسم زوجته أمام الآخرين ينقص من قيمته ، نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع. فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم): «أي الناس أحب إليك. قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها». (رواه البخاري) .
ولم يكن الحال مع عائشة فقط ، ففي موقف آخر تحكي لنا السيدة صفية بنت حيي إحدى زوجات الرسول : «أنها جاءت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) معها يوصلها، حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله (صلى الله عليه وسلم )، فقال لهما: «على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي». (رواه البخاري).
وبرومانسية المحب وحنان الزوج « يحكي لنا أنس أن جاراً فارسياً لرسول الله كان يجيد طبخ المرق، فصنع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) طبقاً ثم جاء يدعوه، فرفض سيدنا محمد الدعوة مرتين؛ لأن جاره لم يدع معه عائشة للطعام، وهو ما فعله الجار في النهاية!