أكدت مصادر متطابقة أن راية الجهاديين السوداء باتت ترفرف على مدينة تمبكتو الأسطورية في شمال مالي التي تعتبر بوّابة الصحراء وجوهرتها وقد حصل الجهاديون المحليون على دعم مقاتلين صوماليين ونيجيريين وتونسيين وجزائريين في أول حلف سلفي من نوعه. قال موظفون وتجار ماليون قادمون من مدينة تمبكتو في شمال مالي إن جوهرة الصحراء أفاقت أمس على مشهد رفرفة «العلم الأسود» راية المتشدّدين الاسلاميين. وروى الموظف ساليو تيام من باماكو إن «تمبكتو قضت أول ليلة تحت حكم الشريعة بهدوء».
الراية السوداء
وكانت تمبكتو سقطت الأحد أمام مقاتلي حركات التمرد بقيادة حركة تحرير ازواد العلمانية وجماعة أنصار الدين الجهادية أو السلفية ولكن بعد أقل من 24 ساعة قام الجهاديون بطرد العلمانيين من المدينة وفرضوا فيها ما أسموه «النظام الاسلامي».
وقال موسى حيدر المصور الذي التقط صور دخول جماعة أنصار الدين الى المدينة بقيادة زعيمهم عياد غالي (من الطوارق) إن «الجهاديين أتوا بخمسين آلية وسيطروا على المدينة وطردوا منها حركة تحرير ازواد وأحرقوا علمها ونصبوا محله علمهم فوق معسكر المدينة».
وأضاف المصدر ذاته قوله «إن مساعد عياد الذي يتحدث الفرنسية قال إن صوماليين ونيجيريين وتونسيين وجزائريين يقاتلون في صفوف أنصار الدين وأنهم جميعا يعملون من أجل الاسلام».
ويقاتل عياد غالي وهو شخصية بارزة في حركة تمرّد الطوارق خلال التسعينات اليوم من أجل «تطبيق الشريعة في مالي عبر الكفاح المسلح». وقد ذكرت مصادر أمنية اقليمية ان عياد دخل تمبكتو فاتحا صحبة أحد قياديي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الجزائري مختار بلمختار والمدعو «الأعور».
وضع جديد
وأفادت وكالة الأنباء الموريتانية الالكترونية «الأخبار» أن قياديا آخر من القاعدة يدعى يحيى أبو الهمام كان أيضا في المدينة.
ويعتبر وضع «الراية السوداء» الجهادية في تمبكتو انتصارا عسكريا هاما ولكنه يرمز الى أكثر من ذلك لأن تمبكتو أصبحت بذلك أول مدينة مهمة في منطقة الساحل تسقط بين أيدي الاسلاميين المتشدّدين من التيار الجهادي.
كما أن المدينة المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي وتسمى جوهرة الصحراء تعدّ بالنسبة الى نظريات الجهاديين نقطة انطلاق نحو مواقع أخرى لاحياء الاشعاع التاريخي للمدينة على كامل منطقة الساحل والصحراء.
وقد اجتمع قائد جماعة أنصار الدين عياد بأئمة المدينة وأبلغهم أنه لم يأت من أجل الاستقلال بل لتطبيق الشريعة الاسلامية. وقال أحد الشهود ان والده كان من بين الأئمة الذين استقبلهم عياد... وقد تحدثوا عن الاسلام وقالوا انهم سيحاربون حتى الموت الذين يريدون إقامة جمهورية.