دخل المجتمع التونسي في طور مرحلة ديمغرافية جديدة تتّسم بالتّزايد الملحوظ في عدد المسنين، مما يتطلب تطور الطب لمواكبة تزايد هذه الشريحة.
ارتفعت نسبة التونسيين البالغين من العمر 60 عاما وأكثر من 1.4 % عام 1965، الي 9.2 % عام 2004، وينتظر أن تصل الي 12.8 % عام 2019 و17.7 % عام 2029.
ويرجع ذلك الى ارتفاع أمل الحياة عند الولادة الي 75 عاما بالنسبة الي النساء، و70 عاما بالنسبة الي الرجال، الي جانب تراجع معدّل الانجاب، والوفيات، وتأخر سنّ الزواج. وحسب المعهد الوطني للاحصاء فانّ عدد السكّان في تونس بلغ 10 ملايين و673 ألف ساكن خلال موفى جويلية 2011، يمثّل المسنّون منهم أكثر من 10 %.
«الشروق « التقت الدكتور مبروك السعيدي متحصل على ماجستير في طب الشيخوخة والمسنين منذ 2006 وفي هذا الاطار يقول : رغم أهمية عدد المسنين في العيادات من حيث العدد حوالي 70 % فإن نقص المختصين فادح ومن أكثر الأمراض شيوعا عند هذه الفئة في جنوب ولاية الكاف هي أمراض المفاصل المزمنة ويرجع ذلك بالأساس الى عامل الطقس وبرودة كبيرة وتساقط مكثف للثلوج في أغلب الأحيان كما يعاني العديد من أبناء الجهة من الأمراض التنفسية خاصة (silicose) الذي يؤدي الى قصور في التنفس وأمراض رئوية أخرى خطيرة ويفسر ذلك بوجود العديد من المناجم في هذه المنطقة مثل منجم الجريصة ومنجم القلعة الخصبة ومنجم بوجابر بقلعة سنان.
كما أن مرض ضغط الدم المزمن والقصور الكلوي المزمن من الأمراض المنتشرة في جنوب ولاية الكاف وهو يدعو هنا الى العناية بهذه الفئة العمرية من المجتمع وتقديم العناية الطبية اللازمة والخاصة بهم والتي تختلف في جوهرها عن العناية بالفئات العمرية الأخرى الأصغر سنا حتى لا تتعكّر حالتهم الصحية ونتجنب ما قد ينجم عنها من مضاعفات أخرى قد تكون خطيرة ويصعب بعدها التدخل الطبي.
وعن مستقبل هذا الاختصاص في تونس يقول الدكتور السعيدي «أدعو السلطات الصحية المختصة الى التفكير في تكثيف هذا الاختصاص وتركيز أقسام خاصة بالمسنين على المستوى الجهوي خاصة لتجنيبهم صعوبات التنقل وتوفير الأدوية اللازمة حتى تنعم هذه الفئة بحياة وعيش كريمين».