هل ينتهي اليوم مسلسل التجاذبات بين شق الأمين العام عبد الرؤوف العيادي والطاعنين في شرعيته من الوزراء والمستشارين المحيطين بالرئيس محمد المنصف المرزوقي؟ هذا ما سيكشف عنه اجتماع القيروان. يعقد اليوم جناح الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي أجتماعا يحضره ممثلون عن كل جهات الجمهورية وسيتم خلال الاجتماع كما أفادنا عضو من المكتب المصغّر الذي شكّله العيادي وأعترض عليه جناح أعضاء الحكومة (عبو وبن حميدان ومعطر) ومستشاري الرئيس سمير بن عمر وعماد الدايمي تحديد مستقبل الحزب بعد الاستماع للمناضلين في الجهات حسب عبارة مصدرنا.
ومن خلال ما توفّر ل«الشروق» من معلومات فإنّ هناك مقترحين أساسيين سيتم تداولهما في النقاش اليوم في مدينة القيروان فهناك مجموعة تصرّ على التمسّك بحزب المؤتمر وعقد مؤتمر في أقرب الآجال لانتخاب قيادة جديدة واتخاذ الإجراءات اللاّزمة ضد من يعتبرونهم «خانوا مبادئ الحزب» وانحازوا لصف النهضة بلا تحفّظ ولا مراعاة لأهداف الثورة ومطالب الشعب التونسي في الحرية والتنمية والكرامة والعمل ويصرّ هذا الشّق على طرد الوزراء من الحزب ما لم يقدّموا اعتذارا للمناضلين وللشعب عن حيادهم عن خط الحزب ورؤيته في حين يرى الشّق الثاني أنّه لابد من الانسحاب الجماعي من الحزب وتأسيس حزب جديد على نفس القيم والمبادئ التي تأسس من أجلها المؤتمر قبل أن يقع الانحراف الكبير كما يسمونه عن مبادئ الحزب وروحه.
وحسب ما علمته «الشروق» فإنّ الاتجاه العام يسير نحو الانفصال نهائيا وبناء حركة سياسية جديدة ويجد هذا المقترح دعما قويّا من أعضاء المكتب المصغّر الذي شكّله العيادي الذي يملك شرعية التأسيس ومحن النضال وهو ما يؤهله حسب أنصاره وهم الأغلبية داخل المؤتمر كما يؤكدون على أن يكون رمزا قادرا على تجميع المؤمنين بالفكر الجمهوري والقطع النهائي مع منظومة الفساد التي يعاد انتاجها الآن حسب قولهم. فهل يولد حزب جديد على غرار حزب «حركة تونس»الذي خرج من رحم التكتّل من أجل العمل والحريّات الشريك الثاني لحركة النهضة أقوى أحزاب الائتلاف؟ وكيف ستتعامل النهضة مع هذا المعطى الجديد الذي لن يكون لصالحها بل لصالح الكتلة الديمقراطية داخل المجلس باعتبار أن مجموعة العيادي تجاهر بتمايزها عن النهضة إلى حدّ المعارضة في أكثر من موقف وخاصة المتعلّقة بالحريات والإعلام؟.