ينتظر مواطنو القيروان منذ زمن تعيين وال يعمل على خدمة الجهة ومساعدة أهلها. وقد سعت «الشروق» الى رصد نبض الشارع في الجهة ونقل صورة عن تطلعات مكونات المجتمع والخطوات التى ينتظرونها من الوالي الجديد. ومن أبرز المطالب الشغل والتنمية والمرافق الأساسية والجمعيات والمنظمات ومشاكل التجهيز والصحة والماء الصالح للشرب وغيرها هي جزء من انتظارات المواطنين. صفوان شاب عاطل عن العمل منذ سنوات ينتظر كغيره التدخل العاجل والحاسم لتذليل العقبات أمام المستثمرين والعمل على إعادة الحياة وتحسين طاقة التشغيل بالقيروان. أما محمود المثناني، (مدير للموارد البشرية بمصنع) فينتظر التدخل لوقف نزيف البناء الفوضوي الذي خنق المدينة والعمل على تطبيق القانون على جميع المخالفين إضافة الى ضرورة إيجاد حلول عاجلة ودائمة للمشاريع المعطلة بالجهة ودعم البنية التحتية المتهالكة للمساعدة في جلب الاستثمارات وخلق مواطن شغل في جهة تعاني من أكبر نسب البطالة في الجمهورية.
وقال جلال جمعة (جمعية التنمية الانسانية) انه ينتظر من الوالي مزيد تشجيع النشاط الجمعياتي وذلك بالحضور والدعم إضافة الى متابعة المقترحات والمشاريع الجمعياتية وتعيين لجنة متابعة نظرا لكون الجمعيات من أكثر المكونات إلماما بحاجيات الجهة وطبيعة مشاكلها.
وشدد السيد قريش (جمعية البركة الخيرية) على ضرورة دعم الوالي للاستثمارات في الجهة وتشريك الجمعيات بجميع مشاربها في أخذ القرار عن طريق بناء جسور للثقة كما يمكن بعث خلية خاصة بالجمعيات في مقر الولاية لتكون داعما لمسار التنمية بالقيروان.
كما دعا عادل الزيتوني (من أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل) الوالي الى مزيد دعم الاستثمارات بالجهة والعمل على فتح حوار جدي مع المعطلين والاستماع لمشاغلهم ومقترحاتهم ومحاربة الفساد الإداري والرشوة والمحسوبية في الانتداب وفي المصالح الحكومية بالجهة.
السيد عبد الجليل صيود المدير الجهوي للتربية وجه رسالة الى الوالي تدعو الى ضرورة التريث في الاصلاحات والإجراءات وعدم السقوط في فخ التسرع إضافة الى تجنب التدخل في اختصاصات الادارات الجهوية وتجنب حلّ المشاكل الاجتماعية وفكّ الاعتصامات على حساب هذه الادارات والسير العادي والقانوني لمصالحها حتى لا تقع في المحظور.
في حين وجه فتحي غرسلي رئيس وحدة النهوض الاجتماعي دعوة الى الوالي من اجل مزيد من الزيارات الميدانية ومزيد الاحتكاك بالمواطنين للتعرف على واقعهم وللإطلاع على المشاكل الاجتماعية عن كثب. إضافة الى دعم العمل الخيري لمساهمته في دعم مجهود الدولة في النهوض الاجتماعي والسهر على الفئات الضعيفة والفقيرة في الجهة خاصة مع وجود قصور في الزاد البشري لدى المصالح المختصة.
أما طارق المسعي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان قال ان الهياكل النقابية تنتظر من الوالي التحرك من أجل حل مشكل عمال الحضائر وتوفير اعتمادات للبلدية والتعجيل بتنصيب نيابة خصوصية إضافة الى ضرورة العمل على إيجاد حلول سريعة ودائمة لمشكلة الأراضي الفلاحية الدولية في نصر الله وغيرها من المناطق.
اما محمد الحبيب المستيري (حركة الاصلاح والتنمية) فدعا الوالي الى العمل على إحداث فضاء رياضي عمومي لشباب الجهة وخاصة بعد الغاء دار الشباب والعمل على تفادي النقص الفادح في المرافق الثقافية والشبابية والترفيهية ودعا الى إرساء شراكة مع جميع الأطراف السياسية والأحزاب وتشريكها في الحوار حول مستقبل الجهة والتنمية.
صلاحيات الوالي...؟
وعن صلاحيات الوالي ومدى توفر الآليات الكفيلة لديه بتحقيق تطلعات مكونات المجتمع المدني وأهل الجهة وحل مشاكلهم في آجال معقولة، أقر والي القيروان عبد المجيد لغوان بداية بجسامة المسؤولية في ظل وجود التزامات كبيرة للإصلاح في معظم مؤسسات الجهة وأضاف بأنه سيحاول جاهدا تحقيق كل تطلعات أبناء القيروان بالتعاون مع كل الأطراف الفاعلة في الجهة. وقال ان الوالي لا يقدر على تحقيق أي شئ بدون الجهد الجماعي وقال انه يمد يده لكل الأحزاب والمنظمات والجمعيات والنقابات لدعم العمل التشاركي ودعم جهد التنمية والإصلاح في عاصمة الأغالبة.
وعن قدرة الوالي على التدخل لحل بعض الاشكاليات المستعجلة مثل الماء الصالح للشرب في بعض المناطق وغيرها من المسائل المستعجلة، أكد على وجود مجال لتدخل الولاية بالتنسيق مع الادارات الجهوية ذات الصلة إذا توفرت الوسائل والموارد في الجهة كما بين أنه يمكن للوالي إعادة توزيع الإمكانيات المتوفرة حسب الأولوية مع مراعاة خصوصية بعض المناطق المحرومة بعد الاستشارة. وأضاف ان الولاية تدعم مبدأ المبادرة بالتحرك وعدم انتظار تدخلات الوزارات طالما توفرت الامكانيات خاصة عندما يتعلق الأمر بالمرافق الحياتية والأساسية للمواطنين.
أما بالنسبة للمطالب التى لها علاقة بالحكومة المركزية كالتشغيل أو طلب ميزانية تكميلية لمشاريع الولاية بيّن الوالي أن هذه المعاملات يجب أن تتم في آجال محددة وتمر بإجراءات قد تأخذ حيزا من الزمن ولا يمكن فيها الاستجابة الفورية، لذلك فالولاية تعمل على رفع حاجيات الجهة للدرس وأضاف بأن الاستجابة رهينة بتوفر الامكانيات ونحن لا ندخر جهدا في التذكير ومتابعة هذه الطلبات لدى وزارات الاختصاص ورغم ما تعانيه المنظومة الادارية في تونس من بطء فنحن نعمل على إرسال فرق ميدانية للاتصال المباشر بالوزارات ومحاولة تسريع الإجراءات لإفتكاك حق الجهة في التنمية .
وفي الختام تمنى السيد لغوان أن تلقى هذه الجهة المحرومة منذ عقود العناية وأن تنال ما تستحقه من تنمية ليعود للقيروان إشعاعها وبريقها وينعم أهلها بالرخاء وكرامة العيش.