مع حلول فصل الربيع ينتشر باعة «اللاقمي» في كل مكان وفي كل الأحياء. ينطلقون في عملهم منذ ساعات الفجر الأولى يجوبون الشوارع موصلين بضاعتهم إلى السكان حتى منازلهم ولهم ساحات معروفة داخل أسواق المدينة. لتبيّن سرّ رواج هذا العصير الطبيعيّ ،زرنا إحدى غابات «الحامة» حيث يستخرج «اللاڤمي» وقد رافقنا أحد المختصين في هذا المجال وقد عرف هذا العصير بأنه سائل يستخرج من النخلة بعد تجريدها من سعفها إلا القليل منه حتى يظهر الجمار وهو ما يوجد داخل اللب الموجود صلب لب النخلة حيث تتم العناية بهذا الجمار يوميا لمدة لا تقل عن الأسبوع حتى يسيل «اللاقمي» قطرة قطرة وتسمى النخلة التي وقع قتلها بالعروس دلالة على أهميتها وتحظى بعناية كبيرة خلال كل هذه المدة. وتتم عملية جمع اللاڤمي من ثلاث الى أربع مرات يوميا حسب قوة النخلة وحجمها ويقع تناول هذا المشروب حلوا ولكنه قد يتحول إلى مادة مسكرة متى تمت إضافة بعض المكونات له .وتتباين كمية «اللاڤمي» من نخلة إلى أخرى وقد يصل معدل الإنتاج اليومي إلى حدود خمسة عشر لترا يوميا. ويقع استخراج اللاڤمي على مدار السنة ولكن أفضله لاڤمي الربيع لأن النخلة تكون في أوج العطاء والخصوبة. ويقول بعض الباعة ان للاڤمي منافع جمة خاصة فيما يخص المعدة والكبد. ويشغل هذا القطاع عددا هاما من اليد العاملة المختصة ولكن تبقى أهمية الاعتناء بهذا المنتوج وهذه الحرفة ضرورية كي لا تندثر وكي يقع تطويرها عبر مصانع مختصة في هذا المجال.