الحدث العربي الأبرز في الدورة الخامسة والستين لمهرجان «كان» الدولي للسينما الذي تنطلق فعاليات مساء اليوم يتمثل في عودة السينما المصرية إلى دائرة المسابقة الرسمية لأجل الفوز بالسعفة الذهبية لهذا المهرجات العالمي العريق... عودة جاءت بعد غياب امتد على امتداد 15 سنة أي منذ 1997 السنة التي مثلت آخر مشاركة مصرية في المسابقة الرسمية من خلال فيلم «المصير» للمخرج الراحل يوسف شاهين...
بعد الموقعة
تأتي مشاركة مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان كان الدولي للسينما بفيلم «بعد الموقعة» للمخرج يسري نصر الله وتمثيل منة شلبي وباسم سمرةوناهد السباعي وسلوى محمد علي وصلاح عبد الله.
وترصد أحداثه الفترة ما بين موقعة الجمل وحتى أحداث ماسبيرو من خلال ناشطة سياسية تدعى ريم تنزل إلى الشارع لإعداد بحث ميداني حول الثورة في محاولة منها لكشف حقيقة ما يحدث في الشارع وفي أثناء ذلك تلتقي بمحمود الذي تضطره ظروف عمله المتوقفة بسبب الثورة إلى المشاركة في هجوم موقعة الجمل لكنها بطريقة أو بأخرى تتعاطف معه ومن خلال هذه العلاقة يرصد الفيلم المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر حاليا.
سعفة ذهبية وحيدة
بالعودة إلى تاريخ المشاركات العربية في مهرجان كان الدولي للسينما نلحظ أن المرة الوحيدة التي استطاعت فيها السينما العربية «قنص» السعفة الذهبية كانت سنة 1975 من خلال فيلم «وقائع سنوات الجمر» للمخرج محمد الأخضر حامينا...يقدم هذا الفيلم قصة حياة جزائرية بين عامي 1939 و 1954 مرورا بمراحل عدة تحكي حالة القحط الذي دمرّ الأراضي الزراعية وقتل المواشي مما أجبر الفلاحين على التخلي عن هذه الأراضي ثم ما تعرض له الجزائريون إبان الحرب الكونية الثانية... وهناك سنوات بعينها يتحدث عنها الفيلم مثل «ميلاد قرية» و«عام الهجرة» و«عام النار» حتى يعم اندلاع الثورة الجزائرية.
الخارج عن القانون جدل متواصل
خلال الدورة الماضية لمهرجان كان الدولي للسينما اتجهت الأنظار إلى الفيلم الجزائري الخارج عن القانون لرشيد بوشارب بعد أن تم ترشيحه للفوز بالسعفة الذهبية في المسابقة الرسمية...بل هناك من أعلن ذلك رسميا قبل حفل الاختتام...لكن حدثت المفاجأة بسحب السعفة منه بعد موجة الاحتجاج الكبيرة التي عرفتها فرنسا لتتغير وجهة السعفة الذهبية تغيير وجهة مازال محل جدل متواصل.
المغرب في ثاني مسابقة رسمية
تشارك المغرب في ثاني مسابقة رسمية لمهرجان كان الدولي للسينما «نظرة ما» التي بعثت إلى الوجودة سنة 1978 بفيلم «خيول الجنة»للمخرج نبيل عيوش...علما وأن هذه المسابقة أعلن عنها رسميا سنة 1978 ضمن فعاليات المهرجان تقدم قصة فيلم «خيول الجنة» الأحداث الأرهابية التي عرفتها الدارالبيضاء في ماي 2003 من خلال الشاب ياسين الذي يترسح في عوالم البؤس والعنف والمخدرات والذي يرتمي في أحضان الارهاب بعد عملية شحن عقائدي داخل السجن. فلسطين ...
وأيام في «هافانا»
شارك في اخراج هذا الفيلم المخرج الفلسطيني ايليا سليمان إلى جانب الاسباني خوليو ميديم والكوبي خوان كارلوس تابيو والأرجنتنيان غاسبارنو» و«بابلوتر ابيرو» والفرنسي لوران كانتي إلى جانب الممثل الأمريكي بينيسيود ديل تورو في ثاني تجربة له مع الإخراج بعد فيلمه القصير إذعان الذي قدمه سنة 1995.
وحسب المنتجين لهذا الفيلم فإن الدافع الأساسي لإنتاجه هو التغيير الجذري المتوقع حدوثه في كوبا على أكثر من صعيد خلال السنوات المقبلة علما وأن إيليا سليمان يعد أحد أبرز المخرجين العرب في السنوات الماضية وقد تم تتويجه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه الشهير «يد إلهية» سنة 2002.
وبالعودة إلى فيلم «بعد الموقعة» ليسري نصر الله نشير إلى أن هذا الفيلم مرشح إلى المشاركة في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية التي كلف بإدارتها الدكتور محمد المديوني...ولئن تم التأكيد رسميا على هذه المشاركة فإن عرض هذا العمل سيكون خارج المسابقة الرسمية للأيام بمعنى آخر أن عرضه قد يكون في سهرة الافتتاح أو اختتام التظاهرة؟