تشير التقديرات إلى أن عدد المدمنين في تونس يناهز 311 ألف مدمن 70٪ منهم من فئة الشباب أعمارهم دون 35 سنة هذا ما ذكره ل «الشروق» الدكتور نبيل بن صالح أستاذ بكلية الطب في تونس ومدير البحث الطبي بوزارة الصحة. خلال الملتقى الذي نظمته وزارة الصحة بمعهد باستور بالاشتراك مع الشبكة المتوسطية لمكافحة المخدرات ومجمع «pompidou» التابع للمجلس الأوروبي ويستمر الملتقى إلى اليوم الجمعة وذلك بهدف إعداد استراتيجية وطنية للوقاية من الإدمان في تونس.
توزيع المدمنين
وذكر الدكتور نبيل بن صالح أن من الصعوبات التي تعترض المختصين عدم وجود احصائيات حول المدمنين لكن حسب ما توفر من معطيات تم جمعها من مصادر مختلفة يقدر عدد مستهلكي «الزطلة» في تونس ب200 ألف شخص أما عدد متعاطيي الحبوب المخدرة فيناهز 100 ألف شخص وعدد متعاطيي المخدرات عن طريق الحقن فقدرت ب 11 ألف مدمن وأضاف الدكتور أن متعاطي كل صنف من هذه المخدرات قد يحمل المتعاطي إلى الصنف الموالي بمعنى أن متعاطي «الزطلة» اليوم سيتعاطى المواد الأخرى إن لم يتم علاجه.
ورشات
وللوصول إلى إستراتيجية وطنية للوقاية من الإدمان تفرع ملتقى الوقاية من الادمان ورعاية المدمنين إلى 4 ورشات تنظر اللجنة الأولى في كيفية القيام بإحصائيات دقيقة عن حالة الادمان في تونس وتبحث الثانية في سبل التكفل بالمدمن، أما ورشة العمل الثالثة فتدرس سبل الوقاية الطبية والاجتماعية من الإدمان والرابعة في الوقاية القانونية ذلك أن مراجعة القوانين الموجودة حاليا تسهل على المتعاطي التوجه إلى التداوي وذلك باعتباره مريضا وليس مجرما.
غلق مركز جبل الوسط
سألنا الدكتور عن المراكز التي يمكن لمتعاطيي المخدرات التوجه إليها بعد غلق مركز جبل الوسط فأجاب بأننا حاليا في مرحلة إعادة بناء منظومة التداوي من الإدمان وأضاف أن حالات قليلة توجه نحو الإقامة في مركز جبل الوسط فجل الحالات لا تستلزم إقامة بل متابعة مستمرة في مراكز التداوي والعلاج النفسي الذي يفضى إلى الاقتناع بأن المتعاطي مريض وفي حاجة لعلاج.
إحداث قسم جديد وتتجه النية حاليا إلى إحداث قسم جديد متخصص في علاج الإدمان سيكون مقره في العاصمة بدل جبل الوسط لكن لم يتم تحديد مكانه بعد ، أما حاليا فالمراكز الموجودة هي الإسعاف الطبي الاستعجالي بمنفلوري ومستشفى الرازي الذي يضم أخصائيين نفسيين مختصين إلى جانب وجود جمعيات تساعد على مقاومة الإدمان. الكنام
هل يتم إدراج التداوي من الإدمان ضمن الأمراض التي تتكفل بها «الكنام» هذه إحدى النقاط التي يتم تدارسها حاليا ذلك أن إدراجه قد يسهل على البعض عملية تعاطي المخدرات في انتظار التداوي منه مجانا لاحقا وعدم إدراجه في الصندوق قد يدفع المدمنين لعدم تحمل نفقات العلاج وبالتالي الوقوع في أمراض خطيرة وذات كلفة ثقيلة على «الكنام» منها «السيدا» و«البوصفير» لا قدر الله.
وعموما يرى الدكتور أن التداوي من الإدمان يمرّ على مراحل منها العلاج النفسي ولا يجب القفز على هذه المراحل ذلك أن التداوي ليس سهلا وقد يصل إلى 4 سنوات لكن المهم هو اقتناع المريض بأن عليه الخضوع للعلاج وإرادة الشفاء.
الوقاية من الادمان
كيف يتصور الدكتور بن صالح سبل الوقاية من الادمان؟ عن هذا السؤال يجيب الدكتور بأن الورشات تنظر في هذا المشغل وقبل الوصول الى الوقاية لا بدّ من تشخيص أسباب الادمان على المخدّرات وهي عديدة. منها المشاكل العائلية والنتائج المدرسية وطبيعة الوسط الشبابي الذي يبحث عن المغامرة والبطالة.
لهذا يمكن اقتراح جملة من الحلول الوقائية منها ايجاد عمل لعدد محدود من الساعات تكون خالصة الأجر لملإ أوقات الشباب وتشريكه منذ سنوات الدراسة في تعلم حرف تحميه من الدخول في دوامة الفراغ والبطالة وهي مسألة كانت معتمدة في السابق (تعلم صنعة النجارة أو حدادة أو خياطة بالتوازي مع التعلم في الدراسة) أو خلال عطلة الصيف يتعلم الأبناء صنعة لدى أصحاب الحرف لحمايتهم من الانحراف لاحقا.
«الفايس بوك»
من الأنواع الجديدة للادمان التي تم طرحها خلال الملتقى «الادمان على الفايس بوك» واعتبر المختصون أن تجاوز ساعتين من الابحار يوميا على «الفايس بوك» يعد إدمانا لا بدّ من الخروج منه بفضل نشاطات نافعة من ذلك الرياضة والعمل والدراسة والترفيه والنشاط الجمعياتي والتواصل مع العائلة.