بدعوة من اللجنة الثقافية المحليّة بمارث، توجّه وفد إعلاميّ يضمّ أغلب العاملين في قطاع الإعلام الجهوي إلى معتمديّة «مارث» في زيارة عمل الهدف منها الاطلاع على مكامن القوّة وشواغل المنطقة ومجالات التنمية المتوفرة وإبراز الصورة الحقيقيّة للمنطقة وطموحات أبناء مارث.
الزيارة تواصلت على مدى يوم كامل تنقل فيها الوفد الإعلاميّ من «مارث» إلى»توجان» غربا والنزول إلى الشرق مرورا بالمتحف العسكريّ وصولا إلى ميناء الصيد البحري بالزارات. وصلنا إلى قمة جبل توجان وهو على علوّ 650م من سطح البحر. اكتشفنا هناك قرى جبلية مهجورة مهملة ومناظر طبيعيّة خلّابة وموروثا حضاريا منسيّا غير مستغلّ. ويعاني أهالي توجان من غياب المرافق العمومية وندرة المياه. وقد نتج عن هذا الإهمال تراجع الصناعات التقليدية بالمنطقة.والحلّ في إعداد برنامج مخصوص يهتم بهذه المنطقة الواعدة سياحيّا وإدراجها في المسلك السياحي الجبلي الصحراوي. في منطقة «تونين» اكتشفنا وجود شجرة «الأرقانا» التي تنتج حبّا فيه نواة تستخرج منها زيوت رفيعة لصنع الماكياج. هذه الشجرة النادرة وحسب ما قاله أحد المختصّين موجودة في هذه المنطقة منذ سنة1956 وقد جلبها أحد المعمّرين الفرنسيين من المغرب. وقد فشلت كلّ محاولات غرسها في منطقة أخرى.في السهول الوسطى بين «توجان» و«مارث» تقع منطقة «الحميلة» التي نظمت في هذا اليوم الدورة الأولى من مهرجانها. وكان عرسا حقيقيّا اختلطت فيه الفروسية بالشعر. وقد أقيم فيه معرض للصناعات التقليديّة. «واد زقزاو».. كما زرنا خطّ مارث العسكري حيث سقط الثعلب «رومل». في هذا المتحف حكايات من فصول الحرب العالمية الثانية تسمعها وتشاهد بعضا من أسلحتها. وبمزيد الاهتمام يمكن لهذا المتحف أن يطوّر خدماته السياحية والتاريخية.الجزء الأخير من برنامج الرحلة امتدّ من الواحة التي تمتدّ من «مارث» إلى «الزارات» على طول 10 كلم. وهي واحة غناء تمثل مصدر المنتوج الفلاحي في الجهة. ويقف ميناء الصيد البحري بالزارات شاهدا على ما تنعم به المنطقة من ثروة سمكية ومن مشاهد طبيعيّة جميلة إنّ «مارث» التي استقبلتنا بكلّ حب تنتظر مثل غيرها من المناطق نصيبها من التنمية ،ومن تشغيل العاطلين وفق برمجة واضحة تأخذ بعين الاعتبار مقترحات اللجنة المحلية للتنمية التي تعرف واقع المنطقة وحاجياتها وأولوياتها.