في هذا الجزء الثاني والأخير يتحدّث السيّد عبد اللطيف عبيد عن الأوضاع داخل حزب التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وبعض المواضيع السياسيّة الأخرى. اعتبر الدكتور عبد اللطيف عبيد وزير التربية ان الانسلاخات التي تشهدها بعض الأحزاب مسألة طبيعية تدخل في اطار الحراك الذي تشهده بلادنا وعملية البحث عن الهوية السياسية لكل الأطراف مشيرا الى أسفه لمغادرة بعض المناضلين من حزب التكتل الذين قال انه كان من الممكن تجنب انسحابهم مؤكدا ان ذلك لن يؤثر على العمل الحكومي.
وفي اتجاه آخر اعتبر الدكتور عبد اللطيف عبيد في الجزء الثاني من حواره مع «الشروق» ان الظاهرة السلفية ظاهرة غريبة عن بلادنا وان التيار السلفي سيبقى «تيارا شاذا الى الأبد كغيره من بعض التيارات اليسارية أو اليسراوية التي تعد بدورها تيارات شاذة ولا تعكس حقيقة المجتمع التونسي» وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تقرؤون الانسلاخات التي شهدتها بعض الأحزاب وخاصة الأحزاب المكونة ل«الترويكا»؟
تشهد بعض الأحزاب في بلادنا حركية كبيرة من مظاهرها انتماء منخرطين جدد وانسلاخ أعضاء قدامى وأرى أن هذا أمر طبيعي لأن أحزابنا ناشئة ولأن تجربتنا السياسية جديدة ولأن بلادنا تبحث عن هويتها السياسية الجديدة وأيضا أحزابنا تبحث عن هويتها السياسية وبالنسبة للتكتل بالذات أعتقد ان الكثير ممن انسحبوا هم أحرار فيما فعلوا ولعل الكثير منهم قد انتبه الى ان هويته السياسية مختلفة عن هوية التكتل وهذا من مصلحته ومن مصلحة التكتل ان ينسحب من هذا الحزب لكن آسف لانسحاب مناضلين آخرين وأعتبر انه كان يمكن تجنب انسحاب هؤلاء ومنهم على سبيل المثال بعض أعضاء المكتب السياسي في التكتل وبعض القيادات الجهوية والمحلية.
ومع ذلك فإنني أعتبر ان التكتل ما يزال متماسكا ولا يزال حزبا قويا لأن جذوره ضاربة في أعماق هذا الوطن لأنه يمثل تيارا حقيقيا في بلادنا وهو التيار الوسطي والديمقراطي وهو ما تحتاج اليه البلاد والذي يعبر عن تطلعات نسبة كبيرة جدا من المواطنين وأتوقع للتكتل مستقبلا كبيرا ودورا أعظم في بلادنا في المرحلة القادمة بما في ذلك انتخابات 2013.
هل تتصور ان هاته الإنسلاخات قادرة على التأثير على العمل الحكومي؟
أعتقد ان الائتلاف الحكومي المتكون من الأحزاب الثلاثة لا يزال متماسكا تماسكا كبيرا وسيبقى كذلك الى الانتخابات القادمة التشريعية والرئاسية التي ستجرى بعد المصادقة على الدستور ولهذا الائتلاف من الأغلبية ومن الاطارات الحزبية المقتدرة والمتحمسة والمناضلة ما يمكنه من تجاوز بعض الصعوبات الظرفية.
كيف تقرؤون تنامي الظاهرة السلفية في بلادنا؟
أعتبر الظاهرة السلفية ظاهرة غريبة عن بلادنا لذلك فان التيار السلفي سيبقى في رأيي تيارا شاذا الى الأبد كغيره من بعض التيارات اليسارية أو اليسراوية التي تعد بدورها تيارات شاذة ولا تعكس حقيقة المجتمع التونسي.
ورأيي ان التونسيين كما قال الأستاذ الكبير هشام جعيط هم الآن في حالة انتشاء بالحرية ويريدون ان يمارسوها الى أقصى حد ومن مصلحة بلادنا ان يكون صدرها مفتوحا لكل التيارات لكن التيارات الوسطية المعتدلة المرتبطة بحقيقة المجتمع التونسي سيكون لها النجاح وفي مقدمة هذه التيارات التيار الذي يمثله التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الذي لي شرف الاسهام في تأسيسيه في 9 أفريل 1994 مع أخي ورفيقي في النضال الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي ومع غيره من مناضلي هذا الحزب العتيد.
زيارة الأستاذ الباجي قائد السبسي الى كل من قطر وفرنسا؟
السيد الباجي قائد السبسي حر في ما يفعله وحرية التنقل والاتصال والتعبير مكفولة له ولكل المواطنين بل لكل الناس طبقا لقوانيننا وللمواثيق الدولية وانا لا انكر عليه اي حق ولا أريد ان أنتقده في أي عمل أو تحرك لكنني قد انتقد البعض في محاولة جعل التاريخ يعيد نفسه لأنها محاولة يائسة.
وأعتقد ان بلادنا تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ السلوك الديمقراطي السليم القائم على احترام الآخر والحوار بدل الاقصاء والتهميش والالغاء، وان بلادنا تتسع لكل أبنائها.