تعيش ولاية الكاف حالة من الاحتقان منذ بداية الأسبوع وقد شهدت تحركات شعبية بكل من معتمديتي الكاف وساقية سيدي يوسف للاحتجاج على مواصلة تهميش المنطقة وتجاهل مطالب الأهالي الذين اعتبروا أن ممثليهم في التأسيسي تنكّروا لوعودهم. يقول السيد منير بالشاذلي وهو مهندس معماري: «لقد أثارت ضبابية التصريح الذي أدلى به وزير التنمية عندما ذكر عدد المشاريع (57) المتخلدة بسنة 2011 غضب الأهالي الذين اعتقدوا أن هذا العدد من المشاريع مبرمج ضمن الميزانية التكميلية لسنة 2012 سيما وأن أعضاء المجلس التأسيسي لم يقوموا بتوضيح المسألة.
من جهة أخرى فقد صدم أهالي ساقية سيدي يوسف مؤخرا بتضارب أقوال وزير الاصلاح الاداري فيما يتعلق بانطلاق أشغال المنطقة الحرة فالأول أشار يوم 8 فيفري الماضي عندما زار معتمدية الساقية أن الأشغال ستنطلق في شهر ماي الجاري والثاني صرح مؤخرا أن الحكومة ستتحول الى الجزائر من أجل التفاوض لانجاز منطقة حرة ومثل هذا ولد الشك في نفوس الأهالي الذين شعروا بنوع من التسويف, من جهة اخرى فان المشاريع المزمع انجازها بجهة الكاف في اطار الميزانية التكميلية لا تفي بالحاجة وهي دون انتظارات الجهة التي تحتاج الى مناطق صناعية وليس الى مشاريع هشة لا تتعدى تهيئة المسالك الفلاحية.
ومن جانبه أفاد السيد حسام الشارني وهو مهندس أول بشركة النقل أن سبب التحركات الاحتجاجية التي عاشت على وقعها الجهة هو التصريحات التي أدلى بها وزير التنمية في برنامج حواري باحدى القنوات التلفزية يوم 9 ماي الجاري حيث أشار الى المشاريع التنموية المقترحة لكل جهة وقد لاحظنا أن المشاريع المبرمجة لجهة الكاف هي الأقل من بين الجهات الأخرى فقمنا بالدعوة عبر الموقع الاجتماعي الى تجمهر شعبي سلمي للتنديد بالتهميش الذي مازالت تعيشه الجهة منذ العهد البورقيبي هذا ونادينا أثناء التحرك الشعبي الى سحب الثقة من أعضاء المجلس التأسيسي بعد أن خذلونا وخذلوا جهة برمتها...
«من الغباء السياسي أن لا يقع الاستثمار في الكاف» بهذه الكلمات انطلق السيد يامن اليعقوبي وهو أستاذ اعلامية في حديثه مشيرا أن جهة الكاف أعطت الحكومة الحالية ما يكفي من وقت لترتيب البيت وفهم البلاد وعندما نفد صبرها تحركت وقالت بالصوت العالي لا للتهميش لا للمماطلة لن نسكت لقد حاولنا مساعدة الحكومة حتى تتمكن من العمل والمسك بزمام الأمور غير أنها أساءت الفهم بوقفتنا الى جانبها وظنت أن صمتنا هو صمت الضعفاء.. لن نرضى أن تكون الكاف في المرتبة قبل الأخيرة من حيث الاعتمادات المرصودة لقد كانت مطالبنا اجتماعية وقد ساندتنا الأحزاب والجمعيات وبعد أن نجحنا في اقناعهم بأن الكاف مظلومة كنا عاقدين العزم على مواصلة تحركاتنا الاجتماعية غير أن ما حصل عندما قام البعض بمحاولة الحياد بسلمية التحرك وتهميش المطالب طالبنا بهدنة رغم مطالبة المواطنين بمواصلة النزول الى الشارع. لقد خيرنا التوقف حاليا حتى لا نعطي فرصة للمخربين باستغلال التحرك السلمي وقد رأينا أنه من الأجدر الدخول في منعرج آخر يتمثل في الدعوة الى البناء واعطاء الحلول الكفيلة من طرف جميع القوى».
أما السيد مختار اللموشي عضو المجلس التأسيسي عن دائرة الكاف فقد بين أن المشاريع ال57 هي مشاريع متخلدة بسنة 2011 ولا علاقة لها بالميزانية التكميلية لسنة 2012 وأوضح أن كل جهة سيكون لها نصيبها من المشاريع التنموية حسب مقترحات اللجان الجهوية وأشار أنه ومنذ التحاقه بالمجلس التأسيسي حاول تبليغ مطالب ومشاغل الجهة كلما أتيحت الفرصة وختم أن هناك زيارات لعدد من أعضاء الحكومة لكافة الجهات للتعرف عن كثب على أهم النقائص ونحن قد طالبنا بالتسريع في هذه الزيارة لتوضيح مسائل التنمية.
من جهته اعتبر السيد عبد القادر بن خميس وهو أيضا عضو بالمجلس التأسيسي ان شباب الكاف على حق عندما ينظم الوقفات الاحتجاجية للتنديد بالتهميش وبقاء الجهة في مؤخرة ترتيب الجهات مبينا أن الوعود التي تطلقها الحكومة حاليا تذكر بوعود بن علي وختم أنه يتعين تنظيم الوقفات الاحتجاجية يوميا لأن الصمت لا ينفع وطالب في الأخير برحيل الوالي وقال إنه لم يقدم أي اضافة الى الجهة شانه شأن بقية المسؤولين.