تعرّض أحد محلاّت التاكسفون في مدينة سوسة مؤخرا الى عملية سطو عمد فيها شابان الى مباغتة العاملة فيه صباحا بتعنيفها وسلبها مبلغا ماليا هاما كانت تحتفظ به في خزينه المحل، لكن «شعر» أحدهما ساعد أعوان الامن على إيقافهما. فقد انطلقت الابحاث في هذه القضية حالما تقدم صاحب محلّ تاكسيفون يقع في وسط مدينة سوسة الى أحد مراكز الامن ليرفع شكوى ضدّ شابين مجهولي الهوية عمدا في حدود الساعة الثامنة صباحا من أحد الأيام الفارطة الى السطو على محلّه وتعنيف العاملة ثم سلبها مبلغا ماليا ومجموعة كبيرة من بطاقات تمويل للهاتف القارّ الجوّال. على إثر هذه الشكوى تعهدت شرطة سوسة الشمالية بالبحث في القضية فتحول أعوانها على جناح السرعة الى المحل المستهدف لعملية السطو حيث عاينوا آثار فتح أجهزة الهاتف الموجودة بالغرف وإفراغ ما تجمع فيها من نقود كما لاحظوا فراغ خزينة المحل من كل ما احتوته من بطاقات تمويل ومال. جوارب نسائية للتنكّر... تلقّت الفتاة العاملة بمحل التاكسيون اسعافات أولية من خدوش ورضوض أصابتها وتجاوزت حالة الفزع التي تملكتها ثم روت لاعوان الأمن تفاصيل ما تعرضت له ذاكرة انها تولّت فتح المحلّ كعادتها صباحا، وفي الأثناء دخل شابان في مقتبل ا لعمر المحل وتمعنا فيه جيدا ولما تأكدا من خلوه من الزبائن طلب أحدهما منها ان تفكك له قطعة نقدية من فئة دينار الى قطع من فئة مائة مليم فاستجابت لطلبه عندها اختار الشاب الغرفة الأخيرة في المحل ودخلها متظاهرا باجراء مكالمة هاتفية لكنه سرعان ما نادى الفتاة العاملة مدّعيا لها ان القطعة النقدية التي أسقطها بالهاتف قد علقت طالبا استرجاعها. تقدمت الفتاة بكل تلقائية لاستجلاء الأمر لكنها فوجئت بالشاب يجذبها من كتفها بقوة ويستل سكينا ويضع نصلها على رقبتها ويطلب منها التزام الصمت وعدم الصياح مهددا اياها بالقتل ان هي أبدت أي نوع من المقاومة او العصيان ثم أمرها بفتح صناديق الهواتف لافراغها مما تحتويه من نقود. صعقت الفتاة من هول المفاجأة وعقد الرعب لسانها ولم تملك الا الانصياع لاوامر الشاب الذي عمد الى ارتداء جورب نسائي في رأسه لاخفاء ملامحه، فسلمته مفتاحا فتح به كل الهواتف وأفرغها من محتوياتها في سلّة اخرجها من جيبه أما الشاب الثاني فقد وقف في باب المحل لتأمين عملية السطو وحراسة المكان. لم يكتف الشاب المتنكر بالاستيلاء على أموال أجهزة الهاتف بل عمد الى فتح خزينة المحل والاستحواذ على مبلغ مالي هام وقرابة 200 بطاقة تمويل الهاتف من فئة 10د و20د وقد سدد في النهاية مجموعة من اللكلمات الى العاملة وفرّ معه صديقه. كشفه شعره لم تتذكر الفتاة المتضررة ملامح الشاب الذي تنكّر بارتداء جوارب نسائية فيما استحضرت بعض أوصاف مرافقه وأهمها طول شعره وطريقة تسريحه اضافة الى بنيته الجسدية القوية وقامته الطويلة. التقط المحققون هذه المعطيات القليلة وكثّفوا من تحرياتهم في أوساط المشبوهين الى أن حصروا الشبهة في شاب يبلغ عمره 25 سنة وهو من ذوي السوابق العدلية فأخضعوه الى عملية مراقبة دقيقة عزّزت شكوكهم فألقوا عليه القبض وباستجوابه اعترف بمشاركته في عملية السطو ودلّ على مكان اخفاء نصيبه من المسروق فوقع حجزه من منزله، كما دلّ على هوية الشاب الذي قام بعملية السطو وهو في 23 من عمره، وبختم الابحاث مع المتهمين أحيلا على أنظار النيابة العمومية.