تنظّم اليوم السبت الجامعات الوطنية للسياحة (النزل ووكالات الأسفار) وغرف كراء السيارات والأدلاء السياحيين والناشطون في مجال الصناعات التقليدية في «الأسواق العربي» وقفة احتجاجية الوقفة تنطلق من أمام وزارة السياحة في اتجاه وزارة الداخلية بسبب الاستياء من اندلاع أحداث العنف في تونس بالتزامن مع انطلاق الموسم السياحي وما قد يسببه حظر التجوّل من أضرار على القطاع.
وقد أفادنا مصدر مسؤول من جامعة وكالات الأسفار أن هذه الوقفة الاحتجاجية سلمية وقد حصل منظموها على ترخيص قبل تنفيذها. ويذكر مصدرنا ان المؤشرات الأولية للموسم الحالي تعدّ طيبة لكن من المتوقع ان تتأثر بأحداث العنف الأخيرة وحظر التجول.
مؤشرات
وحول هذه المؤشرات مدّتنا مصادر من وزارة السياحة ببعض الأرقام التي تهم السنوات الثلاث الأخيرة فمنذ جانفي الى 31 ماي 2012 وفد الى تونس مليون و906 آلاف سائح مما يعني زيادة ب 48.4٪ مقارنة ب 2011 لكن الرقم سلبي ب 13٪ مقارنة ب 2010 اذ كان عدد السياح 2 ملايين و205 ألاف سائح. وحول مدى تأثير هذه الأحداث على القطاع ذكرت مصادر السياحة أنه الى حد الآن لم يتم رصد تراجع كارثي لكن اذا استمرت الأحداث لا قدّر الله قد يتم رصد تراجع في الحجوزات وكل ما يأمله أهل القطاع هو انقاذ هذا الموسم.
تحذير
رغم ان المؤشرات الأولية حول السياحة لهذا الموسم ايجابية مقارنة بالسنة الماضية الا ان أحداث العنف الأخيرة جعلت فرنسا وأنقلترا وبلجيكا تنبه رعاياها الى توخّي الحذر عند زيارة تونس. هذا المعطى قد يجعل بعض العائلات التي كانت عازمة على زيارة تونس للترفيه تتراجع عن حجوزاتها في حال تواصل العنف. وإن صمد القطاع في السنة الماضية فإن ذلك ليس مضمونا هذا العام في حال تم تسجيل تراجع في الحجوزات لا قدّر الله .
العنف والسياحة
ويذكر مصدرنا من جامعة وكالات الأسفار أن أحداث العنف أضرّت كامل البلاد لكن قطاع السياحة يعد الأكثر تضررا ذلك ان الموسم السياحي يعرف ذروته بداية من 1 جويلية، ومعلوم ان الفرنسيين يقومون بالحجوزات اثر انتهاء الانتخابات التي تعيشها بلادهم اي بداية من موفى الأسبوع الحالي ولو تم افساد هذا الموسم لا قدّر الله فإن مؤسسات سياحية عديدة ستعلن افلاسها اذ أنها غير قادرة على مواجهة تراجع نشاطها لسنتين متتاليتين.
وسائل الاعلام الأجنبية
وواصل محدثنا ان حظر التجول وأحداث العنف في تونس كانت المادة الرئيسية للصفحات الأولى لأهم الصحف العالمية ومحل متابعة القنوات الأوروبية. وهذه الأحداث ليست في صالح الموسم السياحي لذلك فإن الجامعة تطالب بتطبيق القانون مع كل من يهدّد استقرار البلاد ويحاول ان يلعب بلقمة نحو 2 ملايين عائلة تعيش من قطاع السياحة في تونس هذا القطاع الذي يشغّل 400 ألف شخص بصفة مباشرة و600 ألف بصفة غير مباشرة.
فترة حجوزات
وتعتبر الفترة الحالية فترة حجوزات كما ان هناك منافسة هامة لتونس من دول أخرى قد يوجه لها السياح أنظارهم اذا تواصل العنف خاصة منها تركيا والمغرب. وقد تم رصد تراجع بعض الحجوزات الى حد الآن لذلك فإن أهل القطاع يطالبون بتوفير الأمن لمرور الموسم بسلام.
ورغم ان حظر التجول قد يعيق حرية السياح وحقهم في الترفيه الا ان ما يقلق أهل المهنة هو أحداث العنف، ذلك انه بالنسبة الى حظر التجوّل تم إيجاد حل للسياح الوافدين ليلا اذ يتم نقلهم تحت حراسة الأمن الى نزلهم.
كما ان السياح لا يترفهون ليلا وهم مضطرون للبقاء بالنزل ومع ذلك فإن المطلب الرئيسي لأهل المهنة ليس رفع حظر التجوّل بل استتباب الأمن وردع المخربين.