حاول كهل قتل مؤجره خنقا بحبل في أحد أرياف ولاية الكاف بعد أن طرده من العمل، ويستنتج من محاضر الأبحاث أن المظنون فيه (49 سنة) كان يشتغل راعيا لدى أحد مربيي الماشية بولاية الكاف. ووقع سوء تفاهم بين هذا الكهل ومؤجره أدى في النهاية إلى فصله عن العمل مما جعل الراعي يدخل في أزمة مالية بسبب البطالة ولم يجد مخرجا من ذلك إلا بمغادرة المنطقة تجاه تونس العاصمة أملا في الحصول على عمل. إلا أنه لم يتمكن من ذلك فازدادت حالته الاجتماعية سوءا عندها بدأ يلقي باللوم على مؤجره الذي كان سببا في قطع رزقه وظل يحترق غيظا وبعد فترة قضاها الراعي يفكر في إيجاد طريقة مناسبة لإخماد النيران المتأججة في كيانه أقنع نفسه بفكرة الانتقام من مؤجره ولم يبق له غير تنفيذ العملية التي خطط لها بإحكام. شد الرحال إلى قريته وحالما وصل اختفى في اسطبل الحيوانات في انتظار خصمه ولما شاهده يعود من الحقل وينهمك في تقديم الأعلاف إلى الأبقار انقض عليه من الخلف وشرع في ركله في عدة أماكن إلى أن سقط أرضا عندها طوق عنقه بقطعة حبل وراح يضغط حتى كاد يقضي عليه لو لم تتفطن زوجته له وتطلق عقيرتها بالصراخ المفزع الذي وصل إلى مسامع سكان القرية فهبوا مسرعين وشرعوا في ملاحقة المظنون فيه الذي احتمى بالغابة المجاورة وتولى أعوان الحرس الوطني البحث في أطوار الحادثة وألقوا القبض على المظنون فيه وبالتحرير عليه اعترف لدى باحث البداية بتفاصيل الحادثة على النحو المذكور فحرر في شأنه محضر بحث وإيداعه سجن الإيقاف في انتظار عرضه على العدالة.