مازالت قضية تسليم السيد البغدادي المحمودي إلى السلطات الليبية تتفاعل كما بدأت تتواتر أخبار عن تردي حالته الصحية. «الشروق» اتصلت بالعميد بشير الصيد رئيس فريق الدفاع عن البغدادي وسألته عن أخبار منوبه فأجاب. منذ أن تم ترحيل السيد البغدادي المحمودي ووصوله إلى ليبيا وصلتنا أخبار مفادها أنهم بدأوا في تعذيبه ضربا وإهانة وبصاقا ومن ذلك انه ضرب على رأسه بمؤخرة بندقية ضربة قوية أحدثت له نزيفا ونقل إلى المستشفى ووضع في العناية الطبية المركزة.
والحقيقة هناك قرائن وعلامات كثيرة تفيد ان السيد البغدادي المحمودي اما أنه قد توفي واما انه في حالة صحية متدهورة جدا واما انه كما يقال لي أنه مات موتا سريريا. من هذه العلامات: 1) انه وضع في عزلة تامة ومنع من زيارة عائلته وأقاربه وأصدقائه ومن المحامين.
2) طلبت أنا شخصيا من الحكومة التونسية وبما أنها سلمت البغدادي المحمودي حسب اتفاق يحميه حسب قولها من الاعتداء عليه أو التعرض لأي مكروه ويضمن له محاكمة عادلة وعليها إذن أن تتابع ما يحصل للبغدادي المحمودي.
3) إذا لم يقع الاعتداء عليه ولم يتوف كما قالت الجهات الليبية التي هو في قبضتها إنه لم يتعرض إلى أي مكروه فما عليها إلا أن تظهره وهذا مطلبنا في وسيلة إعلامية مرئية ويسأله ممثل هذه الوسيلة هل تعرض إلى مكروه أم لا أو ان يسمح لوفد مكون من محامين وحقوقيين وإعلاميين محايدين من العرب والأجانب لزيارته ليطلعوا على حالته ويعلموا الرأي العام عن هذه الحالة وما إذا كان قد تعرض إلى التعذيب أم لا؟
4) العلامة الأخطر ان بعض وسائل الاعلام الليبية بدأت تسوّق ان صحته متداعية والسبب انه لم يتلق العلاج المناسب في تونس وفي الوقت المناسب وان جسده من كثرة أمراضه لم يعد يقبل الدواء،. ويشتم من هذا أنها تمهد إلى إعلان وفاته.
كل هذه الدلائل وخاصة امتناع الجهات الليبية عن اظهاره ومنع وفد محايد من زيارته ينبئ ان وضعه اما أن يكون متدهورا جدا واما أنه قد يكون توفي فعلا. ومن تداعيات التسليم حسب ما يبدو الاعتداءات على التونسيين بليبيا مثل مركب الصيد الذي اعتدي على ربانه فتوفي والاعتداء على قنصليتنا في طرابلس إضافة إلى اعتداءات أخرى نحن بصدد التثبت منها.
وأضاف أنه على الحكومة تحمل مسؤولية وتبعات هذا التسليم. أقول ان وراء الأكمة ما وراءها.. والتسليم أحدث ضجة كبرى في أوساط حقوق الانسان والأوساط التحررية في العالم وهم الذين تصوروا أن ثورتنا ثورة حقوق انسان وستحفظ الحريات وحقوق الانسان حسب المنظمات الحقوقية بعدم التسليم لكن الحكومة لم تكترث بهؤلاء ولا بفريق الدفاع وضربت بهذه المطالب عرض الحائط.
وأردف: ماضيا وحاضرا الدول المغاربية كلها تمتنع عن تسليم اللاجئين السياسيين بدءا من فاضل الجمالي رئيس الوزراء العراقي الأسبق ومختار ولد دادا رئيس موريتانيا الأسبق ومحمد مزالي امتنعت الجزائر عن تسليمه ووالد الرئيس المرزوقي امتنع الحسن الثاني عن تسليمه وبعض حكامنا لجؤوا إلى بريطانيا وفرنسا وغيرها وطلب بن علي تسليمهم لكنها رفضت.
والآن كل الدول لم تسلم أحدا الجزائر لم تسلم عائلة القذافي ومصر امتنعت ودول افريقية وفرنسا نفسها امتنعت إلا تونس تطوعت بتسليم البغدادي المحمودي. وعما إذا كانت وصلته أخبار عن موقف موكله أثناء عملية الترحيل أفادنا الأستاذ بشير الصيد ان السيد البغدادي المحمودي قال: «حسرتي على تونس أكبر من حسرتي على نفسي» وهي كلمات تكفي للتدليل على حجم الطعنة التي تلقاها الرجل والمرارة التي أتته من تونس التي لم يكن يتوقع أن تتنكر لمبادئ ثورتها وان تسلمه إلى السلطات الليبية.