يشهد قطاع السكن الجامعي الخاص بمدينة قفصة أزمة خانقة تؤشر حسب اهل القطاع لعديد التداعيات السلبية على الحياة الجامعية خلال السنة الجامعية القادمة والسنوات التي تليها ما لم تتحرك سلطات الإشراف المعنية لإيجاد الحلول الجذرية لهذه الازمة.
السيد زياد ميراوي صاحب مبيت جامعي خاص ورئيس الغرفة النقابية الجهوية للمبيتات الجامعية الخواص بقفصة أفادنا أن انطلاقة عمل القطاع بالجهة كان من منطلق طلب الدولة بعث مبيتات لفائدة ديوان الخدمات الجامعية منذ ثماني سنوات على أن تواصل المبيتات المعنية نشاطها على امتداد 10 سنوات دون ابدال الصيغة وهو ما شجع المستثمرين الخواص على بناء عديد العمارات لاستغلالها في هذا الغرض حتى تطور عدد المبيتات العاملة بصيغة المناولة إلى 26 مبيتا عملت في ظروف جيدة في البداية لتجد نفسها تعاني حسب محدثنا من نقص كبير في عدد الطلبة الذي تراجع في جامعة قفصة من أكثر من 20 ألف طالب إلى حوالي 12 ألف خلال السنة المنقضية.
السيد زياد وجه إصبع الاتهام إلى رئيس الجامعة السابق الذي حسب تقديره لم يكن متحمسا لفتح شعب جديدة بالجهة كما شجع نقل الطلبة والأساتذة على السواء إلى جامعات أخرى ويرى محدثنا أن هذا الأمر ساهم في إفراغ جامعة قفصة هذا بالإضافة إلى غلق ثلاثة اختصاصات في مجال الماجستير حسب ما أفادنا به وهي عوامل يراها زياد أثرت سلبيا في نسبة الإيواء بالمبيتات الخاصةوالتي تراوحت بين 50و70 بالمائة ومرشحة لمزيد التراجع خاصة بعد توقف مناقصات اسكان الطلبة بالنسبة إلى السنة القادمةوانتهاء عقود 5 مبيتات مع ديوان الخدمات الجامعية بما يعني غلقهاوبقاء حوالي 350 سرير شاغرا مما يمثل حسب السيد زياد إضرارا ببعض المستثمرين الشبان ومن ورائهم عديد العائلات باعتبار خسارة مواطن الشغل للحراس والقيمين والمنظفين والمنشطين وأعوان الإدارة.
السيد سمير عبدلي مدير مبيت خاص وأمين مال الغرفة النقابية تحدث للشروق عن عدم إدراج المبيتات الجامعية الخاصة بقفصة في مناولة السكن للسنة القادمة منبها إلى التراجع الرهيب لمستوى الايواء الذي من المنتظر أن يتقلص إلى 2000 سرير بعد أن كان في السابق في حدود 3000 سرير وهو يرى أن قطاع السكن الجامعي يشهد مفارقة غريبة ففي الوقت الذي توجد فيه مبيتات خاصة مهددة بالإفلاس تتم تهيئة مبيت جامعي حكومي جديد بطاقة استيعاب تقدر ب400 سرير.
محدثنا أطلق صيحة استغاثة داعيا الوزارة إلى شراء المبيتات الخاصة لاستغلالها حتى يتمكن أصحابها من الاستثمار في مجالات أخرى. أما السيد عادل يحي صاحب مبيت خاص فقد تحدث عن بعض الحلول لإنقاذ القطاع من ذلك العودة إلى المنظومة القديمة في اسعاف الطلبة في السكن ( 3 سنوات للإناث وسنتان للذكور) على أن يكون ذلك امتيازا لجهة قفصة كما أكد على تنويع الشعب في جامعة قفصة لاستقطاب مزيد من الطلبة وانتقد السيد عادل من جهة أخرى مستوى التنشيط الثقافي والرياضي الجامعي الذي لا يغري الطلبة بالبقاء بجهة قفصة. وفي مستوى آخر عدد محدثنا المراسلات الموجهة إلى الجهات المعنية لمعالجة أزمة السكن الجامعي الخاص بالجهة والتي وصلت إلى رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير التعليم العالي والمدير العام لديوان الخدمات الجامعية والمدير الجهوي ووالي قفصة لكن يضيف محدثنا أنه لا إجابة إلى حد الآن مشيرا الى أن أصحاب المبيتات الجامعية الخاصة يعانون من مصاعب مادية عديدة وهم مطالبون بسداد قروض ولا أحد يلتفت اليهم بل أضاف أنهم متخوفون من أن تكون هناك نوايا لإفراغ جامعة قفصة من طلبتها لفائدة جهات أخرى لها إطارات متنفذة في وزارة الإشراف منتقدين ما اعتبروه سلبية للمدير الجهوي في التعاطي مع الموضوعوعدم التحمس لمشاغلهم.
السيد الزين الآجري المدير الجهوي للخدمات الجامعية بقفصة أشار في حديث للشروق إلى أن عدد الأسرة المتوفرة يفوق عدد الطلبة الذين سيتم إيواؤهم موضحا أن 4 مبيتات خاصة انتهى عقدهاوأن حوالي 400 سرير سيشملها الشغور.وفي خصوص المبيت الجديد أشار إلى أنه مبرمج منذ سنة 2008 بطاقة استيعاب تقدر ب300 سرير ولن يتم استغلاله خلال هذه السنة منتهيا إلى القول بأن اشكال السكن الخاص بالجهة لا علاقة له بديوان الخدمات الجامعيةوانما هو مرتبط بعدد الطلبة بجامعة قفصة الذي يشهد تقلصا بسبب عزوف الطلبة عن القدوم إلى المناطق الداخليةومنها جهة قفصة.
وفي مجال الحلول الممكنة أشار محدثنا إلى أن مراسلات عديدة وصلت إلى الوزارة والديوان تخص الوضع الذي يمر به قطاع السكن الجامعي بالجهةوبها اقتراحات منها الاعلان عن مناقصة استثنائية والترفيع في مدة السكن إلى ثلاث سنوات بالنسبة إلى الفتيات وانتهى السيد الآجري إلى القول بان الخدمات الجامعية مرتبطة بالجامعة التي من المهم ان توفر اختصاصات تجلب الطلبة ولم يخف ان حالة الاحتقان الامني والاجتماعي التي عرفتها الجهة على امتداد اكثر من سنة ساهمت في عزوف الطلبةوخاصة الطالبات عن البقاء بقفصةوهو ما يجعل المسؤولية جماعية في المعالجة العميقة للموضوع ودعا في هذا الصدد إلى عقد ندوة جهوية بإشراف وطني حول جامعة قفصةومشاغلها وآفاقها المستقبلية .