تنطلق فعاليات الدورة 52 لمهرجان سوسة الدولي يوم 14 جويلية وتختتم يوم 8 أوت، وانتهت مؤخرا هيئة هذا المهرجان العريق من ضبط برمجة هذه الدورة التي تضمّ 19 عرضا. حول فحوى هذه البرمجة كان ل «الشروق» لقاء مع الدكتور هشام بن سعيد مدير المهرجان. المراهنة الناجحة لم يعد الاعتماد على أبناء الجهة مراهنة بالنسبة لمهرجان سوسة حيث يحرص مديره على ايلائهم المكانة التي تليق بابداعهم فعادة ما تدعّم أفكارهم ومشاريعهم الفنية كلما مثلت اضافة للبرمجة فتتوّج بسهرة الافتتاح او الاختتام وأحيانا في الاثنتين مثلما هو الحال في هذه الدورة حيث سيكون الافتتاح مع فرقة «أرابسك» بقيادة المبدع الطاهر الڤيزاني في عرض بعنوان «حنين» بمشاركة نادر ڤيراط ومحمد دحلاب ودرّة الفورتي الذين سيرجعون الجمهور الى الزمن الجميل للأغنية التونسيةالشرقية والغربية (عسى أن يكون هذا التشجيع دافعا لهم للانتاج ويصنعون زمنا جميلا آخر)، أما سهرة الاختتام فسيؤمّنها صوت له مكانة خاصة في قلوب جمهور سوسة وصوت نوال غشّام والأكيد أنها ستمتّعهم بجديدها وقديمها. دعم بدون حدود للمبدع التونسي «مبتهج لتخصيص نسبة لا بأس بها للمبدعين التونسيين سواء في تونس أو خارجها»، هكذا عبّر الدكتور هشام بن سعيد والذي يعتبر أن حضور الانتاجات التونسية موسيقية كانت ام مسرحية يعتبر من الأولويات ومن مبادئ استراتيجية هذا المهرجان حيث تمت برمجة عدّة أصوات تونسية: درصاف الحمداني في عرض درويش درويش، أماني السويسي، نجاة عطيّة، آمال المثلوثي (مقيمة في فرنسا)، الثنائي المقيم بفرنسا أيضا سناء ساسي واسكندر القطاري، هذا وسيكون للجمهور موعد مع «الحضرة» للفاضل الجزيري. ومن ألوان مان شو! البرمجة المسرحية شملت جانبين بتفاوت: عرضان مسرحيان بالمفهوم المسرحي وهما «مائة نجمة ونجمة» لمنير العرقي ومسرحية «العايلة» للصادق الحلواس وأربعة عروض فيما يتداول تسميته في تونس «الوان مان شو» وهي «التونسي com» لجعفر القاسمي «حارق يتمنى» لرؤوف بن يغلان «إيجا وحدك» لريم الزريبي و«مايد ان تينيزيا» للطفي العبدلي. موعد مع الموسيقى الراقية كانت هيئة المهرجان كعادتها وفية لاختياراتها المدروسة للعروض من خارج تونس بعيدا عن الانخراط في الموجات الموسيقية المبتذلة حتى ولو كانت تستقطب الجماهير وبعيدا عن الحسابات التجارية حريصة على المساهمة في تهذيب الذوق العام، وبلغت جملة هذه العروض خمسة وهي، عروض للمالوف والموشحات العربية لفرقة مصراطة، عرض لفرقة انقليزية للموسيقى الكلاسيكية برؤية معاصرة تدعى «Graffity Classic» وللمرة الثانية سيكون مروان الخوري حاضرا في مهرجان سوسة وعلل مدير المهرجان ذلك بالأغاني الجديدة التي أصدرها هذا الفنان ولقيمته الفنية الراقية. أين الفاضل الجعايبي؟ تساءلنا حول أسباب غياب المسرحية الحدث «يحيى يعيش» للفاضل الجعايبي في برمجة المهرجان علاوة على غيابها في البرمجة الثقافية بسوسة فأجابنا الدكتور هشام قائلا: «شاهدت المسرحية وأعجبتني كثيرا ولكن شخصيا لا أتصوّر عرضها في مسرح هواءطلق وستعمل اللجنة الثقافية ببلدية سوسة المتركبة من وجوه فاعلة ونشيطة علىبرمجة هذه المسرحية أؤكد لك ذلك». الفضاء الجديد في البال ختم السيد هشام بن سعيد تصريحه بالتأكيد على المجهود المبذول من طرف أعضاء هيئة المهرجان «حسب الامكانيات المالية المتوفّرة وطاقة استيعاب المسرح في انتظار جاهزية مسرح الهواء الطلق الجديد التي قطعت فيه الدراسات شوطا كبيرا في انتظار انطلاق الاشغال وسيتّسع لستة آلاف متفرّج». الأولوية لآمال ماهر وصابر الرباعي لو كان هذا المسرح جاهزا ما هي أوّل العروض التي تحلم ببرمجتها من تونس وخارجها؟ أجابنا الدكتور هشام بصراحته وتلقائيته المعهودة أبرمج صابر الرباعي من تونس وآمال ماهر من مصر.