السؤال الاول: يحرص كثير من الناس على إخراج زكاة أموالهم خلال هذا الشهر, فهل في هذا أفضلية؟ وبماذا تنصحون من يؤخرون الزكاة أو لا يخرجونها؟ الجواب : الزكاة ركن من أركان الدين وهي الركن الاقتصادي والاجتماعي للإسلام, وقد فرضت على المسلمين القادرين والذين تتوفّر فيهم الشروط التي وضعها الشرع مصداقا لقوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) التوبة 103. وقد أوجبها الله في : الذهب والفضة, ومثلهما الآن الأوراق النقدية, وكذلك عروض التجارة، الماشية, الزروع. الزكاة إذا حال عليها الحول وجب إخراجها إلا أن تكون زكاة زروع فيجب إخراجها يوم الحصاد لقوله تعالى : (وآتوا حقه يوم حصاده ) سورة الأنعام: 141. ويحرص كثير من الناس على إخراج زكاة أموالهم في آجالها التي حددتها الشريعة وخاصة في شهر رمضان لما فيه من أفضلية عن بقية شهور السنة. فمن كانت زكاته في رمضان، أو بعد رمضان ولكنه أخرجها في رمضان متعجلاً ليدرك فضيلة الزكاة في رمضان فإن هذا لا بأس به. أما إن كانت زكاته تجب قبل رمضان (كشهر رجب مثلاً) فأخرها حتى يخرجها في رمضان فإن هذا لا يجوز. لأنه لا يجوز تأخير الزكاة عن وقتها إلا لعذر. لذا فمن واجب كل مسلم قادر تتوفر فيه شروط اخراج الزكاة أن يحرص على إخراجها في آجالها وأن لا يتهاون وحسبي أن اذّكر بتحذير القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) التوبة: 34 السؤال الثاني : هل صلاة التراويح سنة فقط أم سنة مؤكدة ؟ وكيف نؤديها؟ الجواب : صلاة التراويح سنة مؤكدة، حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). رواه البخاري. وقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه عدة ليال، ثم خاف أن تفرض عليهم فلم يخرج إليهم ، ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمعهم على إمام واحد، فهي تصلى في جماعة إلى يومنا هذا, والتراويح بالمسجد أفضل منها بالبيت, لأنّه صلى الله عليه وسلم جمع الناس عليها ثلاث ليال متتالية, كما روته السيدة عائشة , قال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ).تؤدى صلاة التراويح مثلما تؤدى بقية الصلوات في الأقوال (قراءة القرآن) والأفعال (ركوع وسجود وتشهد.....) مع اختلاف النية, وعدد ركعاتها عشرون ركعة في كل ليلة على أرجح الأقوال. السؤال الثالث : هل من الأفضل قراءة القرآن أم الاستماع إلى المصحف المرتل وخاصة إذا كان الشخص لا يجيد التجويد وهل أجرهما واحد؟ الجواب : شهر رمضان هو شهر القرآن بامتياز والمسلم مطالب باستغلال هذا الشهر المبارك بفعل القربات وقراءة القرآن من أعظم القربات إلى الله ولاشك أن قراءة القرآن وترتيله أفضل وأكثر ثوابا من الاستماع إلى المصحف المرتل, وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة في هذا المعنى منها ما رواه الترمذي حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام : (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا اقول الم ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف) وقال أيضا : (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة) الترمذي. السؤال الرابع : هل يلزم الإمام أن يختم القرآن في صلاة التراويح خلال شهر رمضان؟ ما رأيكم في بعض الصائمين الذين يكون همّهم ختم القرآن ولو كان دون تدبّر؟ الجواب : شهر رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم, وفيه يجتهد الناس في العبادة من حضور لصلاة التراويح وقراءة للقرآن وتدارسه وختمه. وختم القرآن في شهر رمضان من السنّة وفرصة يستغلها الناس لسماع كامل القرآن. ويجب على المسلم أن يحرص على الإستماع إلى القرآن بقلب خاشع ونفس مطمئنة وعقل متدبر مصداقا لقوله تعالى : (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد: 24.