لم تمنع حرارة الطقس ليلة أول أمس الجمهور من حضور عرض الفنان محمد بحر بقصر العبدلية ولا من الاستمتاع بالبرمجة المفاجئة للجميع... هي ليلة من ليالي العبدلية. رحل فيها الجمهور بين ثنايا الكلمة الهادفة.. الكلمة الباحثة عن معنى للوجود وللإنسانية والكلمة الداعية الى السلم والسلام. ليلة أول أمس تبتهج وأن تصعد المدارج المؤدية الى بهو قصر العبدلية أين تقام عروض «ليالي العبدلية»... تبتهج وتبتسم لما ترى صور الكاتب والشاعر الراحل عبد الحفيظ المختومي «الكنعاني المغدور» مبتسما كعادته وكأنه يرحب بعشاق الفن الملتزم، أو كأنه يخاطب أصدقاءه كما عهدناه باللهجة اللبنانية في لحظات انشراحه قائلا: «هات بوسيي».. رحم ا& «الكنعاني المغدور» الذي سيظل بيننا بكلماته، وقصائده التي قرأ منها الشاعر عادل المعيزي «فاتحة» و«مرثيتي» و«أطفال قانا» و«الكنعاني المغدور»، أليس الفقيد من قال: «بدأت أسير على مهلي واثقا... الى عمري... ككل الأنبياء.. فيا أصدقاء!! خطوة.. خطوة.. في اتجاه أخطائكم لا تدنّسوا جسدي حين أخرج من أصابعكم سوف أحمل بياضي... حنيني وسرّ الذي لا يقال...» «الكنعاني المغدور»، صدرت أعمله الشعرية الكاملة في طبعة ثانية في ماي 2012 وعنونت ب«حتى لا يأكلنا الصدأ فننسى»، فكانت أحلى هدية لجمهور حضر تكريم الفقيد عبد الحفيظ المختومي.
الشيخ إمام
المفاجأة السارة ايضا في حفل ليلة أول أمس بليالي العبدلية، كانت الوصلة الغنائية الاولى مع مجموعة «أحباء الشيخ إمام» التي شدت بمجموعة من أغاني الشيخ إمام عيسى من «دور يا كلام» الى «البحر بيضحك ليه» مرورا ب«الملاّح السمراني» و«رجعو التلامذة»، و«سالمة يا سلامة»...
«قدّاش ما تعارفنا»
أما الفقرة الأخيرة في سهرة أمس الاول فكانت الفقرة الرئيسية المتمثلة في عرض الفنان محمد بحر الذي قدّم باقة من أجمل الأغاني ومعظمها جديدة، فمن «نحب البلاد» للشاعر محمد الصغير أولاد أحمد الى «Dégage» و«هي واقفة» للمولدي فروج، ومنها الى أغنية «الشام» التي كتبها الفنان سيمح شقير، كما احتفى الفنان محمد بحر بالراحل عبد الحفيظ المختومي (الكنعاني المغدور) فغنى له قصيدته «قدّاش ما تعارفنا» ولم ينس «بحر» الشاعر الراحل الطاهر الهمامي فغنى من قصائده «آرى النخلة» وغنى لمظفر نواب «القدس»، كذلك «بوزيد وتالة» لرضا الماجري...
لكن الاشكال او النقطة السوداء في سهرة الاربعاء 01 أوت 2012 بالعبدلية كانت الزمن، فبعض الجماهير غادرت العرض قبل صعود الفنان محمد بحر، وحسب ما لاحظناه في الكواليس فإن أحباء الشيخ إمام وإن نجحوا في ما قدّموه ونالوا اعجاب الجمهور الا ان هذه المجموعة الفتية بقيادة الاستاذ خالد الشامخ تجاوزت الفترة الزمنية المخصصة لها بأكثر من نصف ساعة، بيد أنه رغم هذه الاطالة، فإن الحفل مرّ في ظروف جيدة جدا أمنيا وجماهيريا وفنيا.