من يفكّر في اكتشاف الأجواء الرمضانية الصيفية الحقيقية في العاصمة التونسية، عليه أن لا يقتصر على المهرجانات الكبرى، لأنها لا تعكس فعلا ليالي رمضان لدى التونسي، الباحث دوما عن الطرب والابتسامة والنسيم العليل، وعلى الأذن أو في اليد «مشموم» فل أو ياسمين لاكتشاف تلك الاجواء ما عليك إلا أن تقوم بزيارة الى المدينة العتيقة مرورا بباب سويقة. هناك تستطيع رؤية ليلة من ليالي رمضان بولاية تونس، أو أن تحط الرحال بسيدي بوسعيد، هناك أمام «القهوة العالية» نظمت المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس، حفلا فنيّا طربيا ساهرا، أحياه الفنان نورالدين الباجي، ليلة أوّل أمس، والعروض متواصلة....
حفل «الباجي» عرف اقبالا جماهيريا كبيرا، وجلوس بعضهم على الأرض لمتابعة الفنان نورالدين الباجي زاد العرض جمالية وحميمية. أما ابن باجة (نورالدين الباجي) فقد كان في قلب الحدث يحيط به الجمهور من كل جهة، في فضاء مفتوح هو الفضاء الأكثر شهرة في سيدي بوسعيد المدينة.
الطرب الاصيل
الفنان نورالدين الباجي، ركّز اختياراته على الأغاني الطربية، كما عوّد جمهوره، فغنى لكوكب الشرق أم كلثوم قبل أن ينتقل بين روائع القدود الحلبية، ثم يعود بجمهوره الى الروائع التونسية.
روائع ردّدها معه الجمهور الحاضر، في سهرة تونسية رمضانية صيفية، سهرة عرفت اقبالا كبيرا من العنصر النسائي، خاصة أنها تزامنت مع الاحتفال بعيد المرأة. ليالي بنكهة خاصة
وفي حقيقة الأمر سهرة الفنان نورالدين الباجي بسيدي بوسعيد، ليست الا سهرة لها رونقها الخاص من سهرات ليالي رمضان بولاية تونس. فلشهر رمضان بالعاصمة تونس نكهة خاصة وأجواء مميّزة، وقد انطلق تنشيط المسلك السياحي في النصف الثاني من شهر رمضان الى جانب الاجواء المميّزة بباب سويقة، وعدة مناطق أخرى بتونس العاصمة على غرار الحرايرية وسيدي حسين، والوردية والعوينة وحي الطيران...
وتتواصل ليالي رمضان بولاية تونس الى غاية يوم 18 أوت الجاري في سهرة ستكون مسك الختام مع عمل «طرق» الموسيقي للفنان المبدع ابراهيم بهلول، وسيلتئم العرض بسيدي بوسعيد، أمام «القهوة العالية».