حالة طبية نادرة استقبلها قسم التوليد بالقيروان تتمثل في وضع مولود (انثى) تحمل جنينا في بطنها منذ ان كانت في رحم امها وقد تقرر الاحتفاظ بالطفلة بقسم «طب الولدان» تحت العناية الطبية الفائقة في انتظار إخضاعها الى عملية جراحية بالمستشفى الجامعي بالمنستير. وتشير المعطيات المتوفرة ل «الشروق» من خلال مصدر طبي بالقسم ان الوالدة روضة الحامدي(25 سنة) تفطنت من خلال الفحوصات التي اجراها لها طبيبها المباشر عبر التصوير بالصدى الى وجود جنين في بطن جنينها منذ بداية الحمل. وقد تمت مراقبة الحالة الصحية للمرأة الى حين وضعها مولودها بقسم التوليد بالقيروان تحت عناية طبية كبرى. حيث أجريت لها عملية جراحية لتيسير عملية الولادة. وقد كانت المولودة انثى.
وبمجرد وضع المرأة لمولودتها (عند الساعة الواحد ظهرا من يوم الأربعاء 22 أوت 2012) تم وضعها تحت العناية الطبية بقسم طب الولدان. وقد أجريت فحوصات مزدوجة للطفلة من تصوير بالصدى وسكانار فتم التأكد من وجود جنين في بطنها وهو متوفى ويقدر حجمه حسب مصدر طبي ب5 سنتيمترات. وذكر ان الجنين تكونت له بعض الأعضاء والعظام قبل موته في بطن الطفلة وهي في رحم أمها وذلك بسبب غياب الهواء والغذاء.
وقد تواصل الاحتفاظ بالطفلة تحت الآلات بقسم طب الولدان الى غاية امس الخميس 23 أوت وهي تبلغ من العمر يوما واحدا. وينتظر ان تجرى لها عملية جراحية لاستئصال الجنين. وسيتم ذلك في المستشفى الجامعي بالمنستير تحت إشراف فريق طبي من بينهم رئيس قسم طب الولدان بالقيروان.
تفسير الحالة علميا
وقد تم شرح الحالة للوالدين حافظ وروضة وهما ينتظران حضنها بعد اجراء العملية خاصة انها الطفلة البكر. هذه الحالة تبدو نادرة في تونس وفي العالم. وقد سبق وان حصلت في القيروان قبل 7 سنوات حسب مصادر طبية بالمستشفى. ومن الناحية العلمية أشار مصدر طبي الى ان هذه الحالة نادرة في مجال جراحة الأطفال وترجع إلى أن البويضة في رحم الأم بعد تلقيحها انقسمت إلى جنينين منفصلين أو ملتصقين نما أحدهما نموا كاملا فيما لم تكتمل أعضاء الآخر ليصبح طفلا ملتصقا ومعتمدا على الجنين الآخر ولذلك يجب التشخيص المبكر لمثل هذه الحالات والطفل بداخل بطن الأم حتى يتم تخليص الطفل أو الطفلة من هذا الجنين الطفيلي مبكرا قبل أن يكبر حجمه ويضغط على أعضاء الطفل الداخلية. كما تفسر الحالة على انها عبارة عن توأم لم يكتمل انفصاله.