... يوم رابع من شهر سبتمبر... أسبوع ونصف يفصلنا عن موعد العودة المدرسية... عودة تعتبرها العائلة التونسية المتوسطة عودة مميزة جدا هذا العام لارتباطها برباعي الحيرة... رمضان والعيد والعودة المدرسية مصحوبة بالتسبقة في الشهرية... مما جعل الكثير من العائلات يختارون طريق المنتصبين للحصول على الأدوات المدرسية
بعضهم يرى أن البضاعة هي نفسها تلك التي داخل المحلات او الفضاءات الكبرى وآخرون يؤكدون.. انهم أطفال ولا فرق لديهم بين قلم سعره 500 مليم أو ديناران. على طول نهج انقلترا انطلاقا من الأنهج المتفرعة وشارع الجزيرة.. انتصب الباعة الواحد بجانب الآخر... كراريس مدرسية.. مساطر.. أقلام حبرية وأخرى للزينة.. أغلفة بلاستيكية للكراسات والكتب... محافظ مدرسية... وميداعات بمختلف الأشكال والألوان... بإمكانك الاختيار والمفاوضة في السعر... حين تقف الى منتصب هنا أو هناك.. في حين يعلو صوت البقية.. الكل على 500 مليم الكل على دينار...
حركية على أشدّها تحيلك مباشرة الى مشهد العودة المدرسية التي اقترب ليقترب معها جدول كامل من الطلبات ومن مصاريف التسجيل... والكتب والكراسات.
نفس البضاعة
«إنها نفس البضاعة المعروضة داخل الفضاءات.. ما الفرق بين غلاف كراس معروض على قارعة الطريق وغلاف أقتنيه من مغازة.. او «كتبية»... أكيد لا فرق بينهما إلا من خلال السعر... فالغلاف هو الغلاف والقلم هو القلم لذلك لا داعي للتبذير.. والمنتصبون رحمة للزوالي كل شيء على 500 مليم.
هكذا تحدثت السيدة سنية المنكبي معتبرة ان هناك من البضائع ما يمكن فعلا اقتناؤه.. فاللجوء الى الفضاءات الكبرى صحبة ثلاثة أطفال يدرسون يساوي ميزانية لوحدها. مضيفة: «الطفل في التعليم الأساسي يحتاج الى أكثر من قلم وأكثر من غلاف تلوين بسبب الاتلاف لذلك فالتسوق من الأسعار المنخفضة مهم جدا».
«المحافظ» المدرسية
غير بعيد عن الباعة المنتصبين وتحديدا بسوق الحفصية للفريب (الملابس المستعملة) تغيّر المنتوج المعروض للبيع... واقتحمت «المحافظ» المدرسية السوق مبكرا حيث تجد هذه النوعية من البضاعة رواجا كبيرا لأسباب عدة... قال عنها عبد الكريم: «الجودة والسعر والماركة العالمية أحيانا» مضيفا: «اقتناء محفظة مدرسية كل عودة مدرسية مكلف للولي فالمحفظة الأقل من عادية يصل سعرها الى 30 دينارا. أما ذات الجودة فسعرها في حدود 100 دينار.. اذ ان أغلب المحافظ تجد طريقها للتمزيق بعد أقل من شهر ونصف.. لذلك وبحسب ميزانية الأسرة وخصوصية هذه العودة فإن محفظة من «الفريب» تمكنك من الفوز براحة بال إنها لن تمزّق قبل انتهاء الموسم الدراسي...
فالعائلة التونسية ملت من المصاريف والدفع خاصة وأننا خرجنا للتو من ثلاثية رمضان والعيد والتسبقة في الشهرية... ومن لديه أكثر من طفل واحد ومرتب واحد او مرتبين.. فالمنتصبون هم الحل خاصة في الأدوات المدرسية... ربما فقط وجب الحذر لمن سنهم دون العاشرة والذين يتعمدون وضع الأقلام والممحاة مثلا في الفم... لكن اذا ما كبر الطفل قليلا.. فالبضائع المنخفضة سعرها ملاذ للولي...
حركية على أشدها اليوم.. وعودة مدرسية على الأبواب فمرتب شهر سبتمبر تم تنزيله قبل موعده بأسبوعين.. شهر سبتمبر أصعب الاشهر على التونسي الموظف.