تواصلت تشكيات فلاحي القوارص على امتداد هذه الصائفة وارتفعت وتيرتها في المدة الاخيرة بعد ان تكررت انقطاعات مياه ري البرتقال سواء لأعطاب بالشبكة المائية او بشبكة الكهرباء وآخرها العطب الذي أصاب مولد الكهرباء بمنطقة بلي وقد نتج عن ذلك تعطب مضختين للماء من جملة 5 مضخات.
وازدادت المشاكل حدة مع انخفاض منسوب الماء الواصل لغابات القوارص في الايام الاخيرة بعد ان اصبح ضخ الماء من بلي يتم بثلاث مضخات، بل ونزل الى مضخة واحدة بعد عطلة العيد بسبب انسداد المصفاة وهو ما جعل الماء يصل ضعيفا في بداية اليوم ثم ينقطع. «الشروق» اتصلت ببعض المسؤولين المباشرين للبحث عن سبب المشكل والحلول المقترحة:
وسام بن عمارة (فلاح) قال «صراحة نحن نعاني مشاكل تتراكم وتنذر بكارثة ستحل بالقوارص ففي شهري جويلية واوت وقت الذروة وحاجة الاشجار للماء اصبحت الدورة المائية تمتد لشهر كامل في الوقت الذي تحتاج فيه الشجرة للماء كل نصف شهر على الاقل والنتيجة ان الاشجار تمرض وتشيخ فلا تقوى الثمار على الصمود وتتساقط او نتحصل على ثمار من احجام صغيرة غير قابلة للترويج والتسويق الى الخارج.
ومن اسباب هذه المشاكل حصول المستثمرين على الماء من القناة الرئيسية مباشرة وهو ما يضعف تدفق الماء اضافة لعدم تحمل الادارة لمسؤوليتها اما عن الحلول المقترحة فلابد من الاسراع بتفعيل مشروع السد المزمع اقامته على وادي سيدي التومي والذي يمكن ان يمثل رافدا وقت الذروة كما ان المندوبية الجهوية للفلاحة مطالبة بالاضطلاع بدورها ليصل الماء بالتدفق والكمية المطلوبة».
بشير عون الله (رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين) اضاف من جانبه انه من اسباب المشاكل التي نعيشها تقصير الادارة المحلية وعدم متابعتها للمشاكل بالحرص المطلوب كما ان تطور الطلب على الماء لم يواكبه تطور فني وتجهيزاتي مناسب للوضعية الجديدة.
وبالنسبة للحلول فهي تكمن في توزيع كميات الماء بطريقة عادلة وايجاد الحلول الفنية لضمان وصول الماء بالقوة والكمية اللازمتين علما واننا كمنظمة نقابية فلاحية كنا نبهنا للمشكل قبل انطلاق الموسم من خلال اجتماعات ومراسلات».
محمد الزياني (رئيس مجمع التنمية الفلاحي بزاوية الجديدي) تحدث عن ان«مشكل الماء ظل مطروحا طيلة الصائفة لكنه اصبح اكثر حدة بعد العطب الذي ضرب مضختين والحل العاجل هو الاسراع بجلب قطع الغيار من ايطاليا واصلاح المضختين مع التفكير في حلول جوهرية لتفادي هذه المشاكل المتفاقمة».
من جانبه قال معز الشوك (رئيس مجمع التنمية ببني خلاد) ان «مشكل ماء الصوناد مثل بداية تطور مشكل مياه الري وما زاد الطين بلة هو العطب الذي أصاب المضختين. المشكل اصبح اشكالية تتطلب من المسؤولين والادارة والوزارة الانكباب عليه بكل جدية لأن غابات القوارص اصابها العطش وصابة الموسم تعرضت لأضرار فادحة.
نحن لا نناقش اولوية المواطنين في الحصول على مياه الشرب لكن من حق الفلاحين الدفاع عن مورد رزقهم وقطاع القوارص يمثل قطاعا استراتيجيا يوفر العملة الصعبة ويزود السوق بغلال على امتداد 8 اشهر والحل العاجل يتمثل في اصلاح المضخات وتفعيل مشروع الرافد المائي بسيدي التومي».