أكد السيد مهدي مبروك وزير الثقافة، أن الوزارة ستحدث خلال الأيام القليلة القادمة، الوكالة الوطنية لاحياء المهرجانات والتظاهرات الثقافية، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة لا توجد بها مصلحة لإحياء المهرجانات والتظاهرات الثقافية، كما هو الحال بالنسبة لقطاعات الثقافة. وتساءل باستغرب: «أحيانا لا نعرف من يدير تظاهرة مهرجان وهذا غير معقول؟!» جاء ذلك خلال اللقاء الاعلامي الدوري السادس والثمانين لوزير الثقافة والملتئم صباح أمس بمقر الوزارة الأولى بالقصبة، والذي خصص أساسا لتقديم بيانات حول المهرجانات الصيفية لسنة 2012.
وعلى صعيد آخر أوضح وزير الثقافة في إجابته عن سؤالنا بخصوص مهرجان قرطاج الدولي: هل هو ثقافي أم تجاري..؟! إن مهرجان قرطاج هو مهرجان اكتشافات لمادة ثقافية عالية الجودة وتتويج لقامات فنية، وقال إن هذه الفلسفة يمكن أن تكون لها مردودية اقتصادية، موضحا أن مهرجان قرطاج يبقى ثقافيا بالأساس.
الموسيقى بين الشك والأماني
وإجابة عن سؤال «الشروق» بخصوص تظاهرة «أيام قرطاج الموسيقية» شدد السيد مهدي مبروك على أنه يتمنى استمرارية هذا المهرجان، من وجهة نظره الشخصية، لكن عمليا صرح بأن الوزارة خصصت لجنة لتباحث ودراسة ملف مهرجان الموسيقى، كما جاء على لسان الوزير، وأبرز السيد مهدي مبروك أن هذا المهرجان إذا حافظ على الولاءات والمحسوبية وطرق العمل القديمة، فلا فائدة من تواصله واستمراريته.
قضايا ضد السلفيين
وبخصوص موضوع الاعتداءات على الفنانين والمبدعين من قبل من أطلق عليهم السلفيين خلال الندوة قال وزير الثقافة: «سبق وأشرت إلى أن هذه الظاهرة السلفية ليست ذات معنى إحصائي لكن لها أبعاد ثقافية.. وحاليا هناك نوع من التحسن في أداء الجهاز الأمني» واستدل في هذا السياق بالأداء الأمني في عرض الممثل لطفي العبدلي الأخير بقليبية وكذلك بالحمامات.
وعلى صعيد متصل، أضاف السيد مهدي مبروك: «نتمنى تقديم عروض فنية وثقافية في غياب الأمن لكن ليس بالإمكان ذلك في الوقت الراهن». وأوضح من جانب آخر أن وزارة الثقافة رفعت 5 قضايا ضد كل من ساهم في إلغاء عروض بالمهرجانات على خلفية ما حصل بعقارب وقبلاط وسجنان والمظيلة والقيروان، مشيرا إلى أن الوزارة ستنتظر أحكام القضاء، وهي دائما إلى جانب المبدعين، على حدّ تعبيره.
غياب العدالة الثقافية
وكما أسلفنا الذكر فإن اللقاء الإعلامي الدوري 86 خصص لذكر بيانات حول المهرجانات الصيفية لسنة 2012 وبالمناسبة قدم الوزير عديد الأرقام والمعطيات الهامة من ذلك عدد المهرجانات الذي بلغ 261 مهرجانا منها 3 مهرجانات حديثة النشأة، على حد تعبير الوزير.
وتم برمجة 1357 عرضا موسيقيا و588 عرضا مسرحيا وعروضا أخرى بلغ عددها 612 عرضا بينما ألغي 92 عرضا لأسباب مختلفة منها الأمنية ومنها التنظيمية ومنها المادية.
وعرج الوزير على الأخطاء التي ارتكبتها الوزارة، ومن أبرزها، غياب العدالة الثقافية بين المهرجانات حيث أكد أن مهرجاني قرطاج والحمامات «يأكلان» أكثر من ثلث الميزانية المرصودة للهرجانات كما جاء في تعبيره.
وفي حديثه عن مهرجان قرطاج الدولي، أكد السيد مهدي مبروك وزير الثقافة، ان الدورة المنقضية من هذا المهرجان تضمنت 29 عرضا وهي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ هذا المهرجان العريق، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن عدد العروض تقلص بنسبة كبيرة مقارنة بنسبة 2010 حيث كان عدد العروض 45 عرضا. وفي هذا الاطار قال وزير الثقافة: «رغم ان مهرجان قرطاج لم يحقق توازناته المادية في الدورة المنقضية إلا أنني أوصي من سيأتي من بعدي خيرا بهذا المهرجان وخاصة التقليص إلى أكثر حد ممكن في عدد العروض».
حركة بدور الثقافة
وعرج الوزير في كلمته على الحركة الأخيرة للمندوبين الجهويين للثقافة (28 مندوبا) في إجابته عن سؤال يتعلق بالتغييرات الممكنة في دور الثقافة. وقال في هذا السياق: «سنباشر حركة جذرية في دور الثقافة خلال الأيام القادمة». وأشار إلى أن عدة تشكيات وقضايا مرفوعة ضد مديري دور الثقافة سيقع النظر فيها، لاعطاء كل ذي حق حقه، مشيرا إلى أن الوزارة سحبت 9 أشخاص من الادارة المركزية.