نظّمت مؤخرا اللّجنة الجهوية للتّشغيل بالتّعاون مع مركز أعمال بباجة يوما إعلاميّا لمساندة أصحاب أفكار المشاريع ودفع الاستثمار الخاص تحت إشراف السيد نصر التميمي والي الجهة وذلك بدار الثّقافة عمّار فرحات. تناول هذا اليوم الإعلامي مسائل عديدة تعلّقت بإحداث المشاريع الصّغرى والمتوسطة من أصحاب الشّهائد العليا والمعطّلين عن العمل وكيفيّة إيجاد طرق التّمويل والعراقيل التي تحول دون تحقيق أحلامهم في بعث مشروع يعود بالفائدة عليهم.
واكد السّيد الوالي أنّه لا توجد اليوم مخاوف بخصوص التّمويل وما على الباعثين إلاّ التّركيز على المشاريع المنتجة والّتي لها دراسات معمّقة وتستجيب إلى الموضوعيّة والدّراسة العلميّة والفنيّة وأضاف أنّه تمّ إلى حدّ الآن استرجاع قرابة 5000 هكتار من الأراضي الفلاحيّة الدّوليّة الّتي كانت تحت تصرّف عائلة الرّئيس المخلوع وأكّد على ضرورة أن تكون عودتها ذات فاعليّة باعتبار أنّ نسبة التّشغيل بها ظلّت متدنيّة . ثمّ قدّم السيّد إقبال البلطي مدير مركز الأعمال بباجة مداخلة حول مراحل إنجاز المشروع وتنحصر في 5 نقاط وهي الفكرة والدّراسة وهياكل التّموين والتّركيز على المشروع وتسويق الإنتاج وقد لاقت هذه المداخلة اهتماما كبيرا من قبل الحضور لما احتوته من معطيات هامّة تخصّ كيفيّة بعث مشروع.
الإدارات الجهوية والبنوك في الموعد
ثلاث مديرين جهويين حضروا هذا اليوم الإعلاميّ ويتعلّق الأمر بوكالة النّهوض بالاستثمارات الفلاحيّة والوكالة العقّارية الصّناعية والصّناعات التّقليديّة إضافة إلى رئيس فرع البنك التّونسي للتّضامن وبنك تمويل المؤسّسات الصّغرى والمتوسّطة وقد ساهم حضورهم في التّعريف بالتّشريعات وبالامتيازات الممنوحة لفائدة الباعثين الجدد إلاّ أنّ تدخّلاتهم غالبا ما تمّ قطعها من قبل الشّباب الحاضر الّذي كان يودّ الحصول على أشياء عمليّة تخصّ تذليل الصّعوبات الّتي تواجه بعث مشاريعهم بدل الاستماع إلى أرقام ومعطيات هي أبعد ما يكون عن مشاغلهم.
الباعثون ومشكلة التّمويل
تركزت تدخّلات الباعثين على صعوبة إيجاد تمويل ذاتي للمشروع وهو أمر عطّل العديد منها لذلك فقد كانت جلّ الاستفسارات موجّهة بالأساس إلى السيّد علالة الخزري رئيس فرع البنك التّونسي للتّضامن بباجة حول الطّرق القانونيّة لتوفير التّمويل الذاتي وقد أجاب أنّ البنك يحاول في كلّ مرّة مساعدة من يرغب في الانتصاب للحساب الخاصّ إلاّ أنّ إجراءات الضّمان تبقى دائما شرطا مهمّا حتّى يقع خلاص ديون البنك الّتي هي في ارتفاع متواصل نتيجة تهرّب أصحاب المشاريع من خلاص قروضهم . وجاءت تدخّلات البعض لتؤكّد على ضرورة إعادة هيكلة الأراضي الدّوليّة والقطع مع المحاباة والمحسوبيّة في إسنادها حيث أنّ أولويّة إسناد المقاسم يبقى أمر إسنادها وأولويتها إلى الفنّيين وأصحاب المهنة والمتخرّجين من المعاهد العليا الفلاحيّة.