23 أكتوبر محطة مفصلية في التاريخ المعاصر لتونس انقلب بعدها الرمزي من خطوة بناء لصرح جديد لمفهوم تونس الديمقراطية، إلى رغبة في هدم ما بني ومحاولة بناء ثانية ,وبين هذا وذاك يبقى هذا التاريخ مفعما بالرمزية. التاريخ مهم وهو يستبطن عدة مؤشرات ويبقى في نظر العديدين محطة تاريخية خاصة وسط حالة الإجماع التي عبرت عنها كل الاطراف التي شاركت في الانتخابات وكل الجهات الإقليمية والدولية نظرا لنزاهتها والاجواء الشفافة التي جرت فيها. الشروق رصدت أراء بعض النواب وبعض السياسيين حول هذا التاريخ وما مثله بالنسبة لهم.
الطاهر هميلة (أكبر نائب) : عيدك مبروك يا شعب
قال نائب المجلس التأسيسي المستقيل من حزب المؤتمر من اجل الجمهورية واكبر نائب في التأسيسي ان تاريخ 23 اكتوبر 2011 يوم لم يكن كسائر الايام بالنسبة للشعب التونسي فقد كان يشبه كثيرا يوم غرة جوان 1959 يوم خرج الشعب التونسي بكل حماس وأمل وفخر واعتزاز الى صناديق الاقتراع ليعبر عن ارادته و حكمه لمصيره بيدة.
كان 23 اكتوبر 2011 كثير الشبه بذلك التاريخ ,اعاد للمواطن التونسي كرامته ومكنه من ارادته وعبر عنها الشعب بتلك الرغبة العنيفة والصبر الكبير ساعات وهو واقف بالطوابير ليعبر عن ارادته في ذلك اليوم عادت الروح الى الشعب وعادت له الحياة وتصرف بانتظام وصبر وانضباط وحضارة عجيبة ,واسقط من اسقط ورفع من رفع وتلك هي ارادته ,لكن غربان الشعب رفضت نتائج ذلك اليوم والانتخابات وراحوا يكيدون كيدا لاعادة بناء الدولة والمؤسسات وعادوا يعطلون مسيرة الشعب ، وهذه الاعمال والافعال هي التي ميزت المدة الزمنية القائمة بين 23 اكتوبر 2011 و 23 اكتوبر 2012.
23 اكتوبر 2012 سيكون يوم عيد لانه يمثل ذكرى عاد فيها الشعب الى ذاته وروحه وحياته وسينطلق منه الشعب الى مواصلة ثورته الثقافية الاصلاحية وسيراجع نفسه من اولئك الذين اعطاهم اصواته ثم خانوا الامانة ,عندما فرطوا في امانة الشعب وانصرفوا الى حزبياتهم ومصالحهم الشخصية ولو كانت في كثير من الاحيان على حساب الشعب . وانا من جانبي اقول للشعب التونسي لقد احتفلت كل الشعوب بثوراتها الا انت نظرا للمنغصات التي احدثها غربان الشعب وخفافيشه الذين تعودوا العيش مع الغرباء والعمالة ، اقول للشعب احتفل بثورتك وارقص وامرح وجدد انطلاقتك ان النواب سيكملون المهمة بكل صدق وفي الخريف المقبل كمثل هذا الشهر ستعود الى صناديق الاقتراع وستنتخب من تريد وستودي بمن خانوا الامانة وستصحح خط المسيرة وتنطلق في بناء مستقبلك كما تريده انت. 23 أكتوبر نريده يوم عيد ,عيدك مبروك يا شعب.
محمد الطاهر الاهي : امتداد المرحلة الانتقالية الثانية
قال رئيس كتلة الحرية والكرامة محمد الطاهر الاهي ان تاريخ 23 اكتوبر 2011 كانت فيه نهاية المرحلة الانتقالية الاولى ووقع تتويجها بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة, وكان من بين اهداف الثورة انتخاب مجلس وطني تاسيسي حتى يمسك بزمام الامور في المرحلة الانتقالية الثانية.
اما بالنسبة ل23 اكتوبر 2012 هو امتداد للمرحلة الانتقالية الثانية التي بدأت في 23 اكتوبر 2011 وهو المرحلة الانتقالية الثانية في مرحلتها الاولى التي شهدت اعداد الدستور, وتاريخ 23 اكتوبر 2012 هو بداية المصادقة على هذا الدستور الذي هو احد المطالب واهداف الثورة ,ورغم هذه الخطوة الرئيسية والايجابية هناك اهداف اخرى لم تتحقق بعد كتركيز اسس العدالة الانتقالية ,واحداث هيئة للعدالة الانتقالية ,احداث هيئة مستقلة للاعلام هيئة وقانونا ,القضاء العدلي هيئة وقانونا ,هيئة مستقلة عليا للانتخابات كهيئة وقانون ,و القانون الانتخابي.
اضافة الى ان انعكاس الفترة الانتقالية هذه لم تعكس شرعيتها القضاء على التهميش وعلى الفقر وعلى البطالة وعلى الامن وخاصة في الجهات المحرومة والتي ازدادت حرمانا.
محمد الحامدي : يوم تاريخي بكل احلامه وخيباته
قال رئيس الكتلة الديمقراطية محمد الحامدي ان تاريخ 23 اكتوبر 2011 يمثل اول انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية في تاريخ تونس ,واعتبر الحامدي ان هذا اليوم يوم تاريخي في تونس بكل احلامه وخيباته ,اما عن تاريخ 23 اكتوبر 2012 فقال انه «احتفال» بالذكرى الاولى للانتخابات وسط اخفاقات الحاضر ومخاوف المستقبل والاصرار على التفاؤل.
هشام حسني : من عرس إلى خيبة أمل
قال نائب المجلس التأسيسي عن حزب النضال التقدمي ان تاريخ 23 اكتوبر 2011 هو عرس الديمقراطية في تونس وهو تاريخ اول انتخابات حرة ونزيهة في تونس ودون ضغوطات ,كما اضاف ان الشعب ذهب للانتخابات وكله امل لتحقيق الانتقال الديمقراطي . اما تاريخ 23 اكتوبر 2012 فقال انه خيبة امل للذين تحولوا الى صناديق الاقتراع من اجل الديمقراطية حيث لا تزال الاعتقالات السياسية على غرار ما وقع في سيدي بوزيدوالقمع البوليسي على غرار ما وقع يوم 9 افريل و السعي الى تدجين الاعلام على غرار ما يقع في دار الصباح.
فؤاد ثامر (أصغر نائب) : غابت الإنجازات وحتى المؤشرات
قال نائب المجلس التاسيسي عن حزب الجبهة الوطنية التونسية واصغر نائب في التاسيسي فؤاد ثامر ان تاريخ 23 اكتوبر 2011 هو تاريخ يعتز به كل تونسي فهو تاريخ اول انتخابات ديمقراطية وشخصيا كانت أمالي المعلقة عليه كبيرة فكان كل تونسي ينتظر ذلك التاريخ على اساس ان الفرج قادم بعده سوى كان سياسيا بانتشار الحريات وتكريس الديمقراطية او اجتماعيا بحل معضلة التشغيل وبانتشار الاستثمارات وبالقطع مع الحيف الجهوي والقطع مع الفساد والرشوة وان تعم المساواة بين كل التونسيين والتونسيات ويعم الامن والاستقرار والقطع مع الماضي في كل اشكاله التي ثار من اجلها الشعب. اما عن تاريخ 23 اكتوبر 2012 فقال للاسف هو صحيح يوم احتفال بعيد اول انتخابات بعد الثورة لكن على ارض الواقع لم يتغير اي شيء فالبطالة بقيت بطالة والقمع بقي قمعا لكن اختلفت التسميات واختلفت التعلات والمبررات فمن خرق للنظام العام في السابق الى التعدي على المقدسات ومن ملثمين الى اعداء الاسلام .....وحتى اكون موضوعيا فالمواطن التونسي بعد تقلد الحكام الجدد الحكم لفترة لم يعد يطالب بالانجازات بل اقتصر أمله حتى على المؤشرات ولكن للاسف حتى المؤشرات التي يمكنها طمانة المواطن نوعا ما لم تحضر فعن اي 23 اكتوبر نتحدث ؟.
منير بن هنية : سنة أولى ديمقراطية
قال نائب المجلس التأسيسي عن حركة النهضة منير بن هنية ان تاريخ 23 اكتوبر 2011 هو بداية تلمس طريق الديمقراطية وتاريخ اول انتخابات لم تزور وهي اول انتخابات ديمقراطية في تونس .اما تاريخ 23 اكتوبر 2012 فيعني «سنة اولى ديمقراطية» والمشوار مازال طويلا ويجب ان لا نقول ان التاريخ انتهى واننا استوفينا جميع مراحل الديمقراطية. واضاف «يجب المواصلة بكل مسؤولية ونطمح ان يكون الاداء في السنوات القادمة للجميع افضل» كما اعتبر ان الديمقراطية لاتكون في سنة او سنتين بل هو عمل متواصل و كل سنة تترسخ الديمقراطية ومبادئها اكثر.