كشف تقرير إسرائيلي أمس أن قصف مصنع «اليرموك» للأسلحة والذخيرة في العاصمة السودانية الخرطوم الأسبوع الماضي استهدف شحنات أسلحة متطورة من صنع إيرا ن وأخرى ليبية كانت سترسل إلى قطاع غزة، وليس مصنع الأسلحة نفسه. نقل الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي فى تقرير له بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصدر أمنى غربي وصفه بأنه «موثوق للغاية» «قوله انه لو وصل قسم صغير من هذه الأسلحة إلى غايتها فى قطاع غزة، لكان من شأنها أن تشكل تهديدا خطيرا على إسرائيل والجيش الإسرائيلي».
وأشار بن يشاي إلى أن شحنة الأسلحة هذه لا تحتوى على أسلحة كيميائية أو طائرات صغيرة من دون طيار كما نشرت وسائل إعلام عالمية. وأضاف بن يشاي أنه يرجح أن قسما من هذه الأسلحة على الأقل «وخاصة منظومات الأسلحة الخاصة والحديثة» تم صنعها في إيران وكانت سترسل لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وفصائل أخرى في قطاع غزة «التي تتمتع برعاية وتمويل إيرانيين».
ووفقا للخبير العسكري الإسرائيلي فإن طريقة إيصال شحنة الأسلحة هذه إلى القطاع كانت ستتم عبر البر ومرورا بالأراضي المصرية، وليس عن طريق البحر الأحمر إلى سيناء، وذلك بهدف الابتعاد عن أعين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وتجنب استهدافها.
وأضاف بن يشاي أن الأسلحة في مصنع «اليرموك» لا تصل من إيران فقط، وإنما من مخازن الأسلحة الليبية التي تم اقتحامها في أعقاب سقوط العقيد معمر القذافي ويشتريها الإيرانيون أو الفلسطينيون، على حد قوله.
وأوضح الخبير الإسرائيلي، خلال تقريره، أن شحنة الأسلحة التي تم قصفها الأسبوع الماضي شملت صواريخ إيرانية من طراز «فجر»، وربما صواريخ أكثر تطورا يزيد مداها على 70 كيلومترا، وصواريخ مضادة للطائرات، وربما صواريخ أرض– بحر من صنع إيراني، مما كانت ستشكل خطرا على أعمال التنقيب الإسرائيلية عن الغاز والنفط مقابل شواطئ جنوب إسرائيل وعلى البوارج البحرية الإسرائيلية التي تشدد الحصار على القطاع. واعتبر بن يشاي أنه لا يوجد دليل لدى السودان بأن الطيران الإسرائيلي نفذ الغارة ضد مصنع «اليرموك».
وكان موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي قد كشف أيضا مؤخرا تفاصيل خطيرة وجديدة عن عملية تدمير مجمع «اليرموك» للصناعات العسكرية والذخيرة جنوب العاصمة السودانية «الخرطوم» منذ عدة أيام، مستنداً إلى مصادر استخباراتية غربية.
وقال الموقع الإسرائيلي، إنه وفقاً لمصادر أمنية غربية، فقد قامت القوات الجوية الإسرائيلية بالتحليق لمدة أربع ساعات من إسرائيل حتى وصولها لجنوبالخرطوم، وإنها اخترقت أنظمة الدفاع الجوى الموجودة جنوب البحر الأحمر، والتي تراقب المياه الدولية هناك، كما أنها اجتازت نظام الرادار في السودان.
وكشف الموقع الإسرائيلي، أن الطائرات الإسرائيلية كانت على أتم الاستعداد في تمام الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء الماضي، وأنه قبل ساعات قليلة حلقت مروحيتان على ارتفاع منخفض فوق البحر الأحمر، ثم قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بتشكيل فريق إنقاذ بالقرب من السواحل السودانية، في حال اضطر أحد الطيارين الإسرائيليين للهبوط اضطرارياً في الظلام، وظلوا منتظرين حتى وصول الطائرات المقاتلة، وبعد 90 دقيقة انضمت الطائرة المزودة للوقود للسرب الإسرائيلي قبل الدخول للسودان حتى تتلاشى خطر فقدان خزانات الوقود بشكل كامل، مضيفاً أنه في هذه المرحلة تعطلت الرادارات الخاصة بالدفاع الجوي السوداني ورادارات مطار الخرطوم، وبعد الهجوم وجه الطيارون الإسرائيليون رسالة للقيادة في تل أبيب مفادها، «أن العملية تمت على ما يرام والرجال في طريقهم إلى البيت».
وقال الموقع الإخباري الإسرائيلي، إن التخطيط للعملية العسكرية من جانب تل أبيب تم عقب العثور على وثائق خاصة بالقيادي بحركة حماس محمود المبحوح، الذي تم اغتياله على يد عناصر من جهاز الموساد عام 2010 ب «دبي».