يشير المهتمون بالصحة النفسية للتونسي إلى تفاقم الكآبة والضغط النفسي والأمراض العصبية، وحسب بعض المصادر الطبية فإن الاقبال على المهدئات وأدوية الأعصاب قد تزايد ...الطريف أن التونسي وبالتوازي مع إقباله على العلاج النفسي أحدث اكتظاظا لدى «العزامة» والمنجمين «لفك» عقدته. أفادت بعض المصادر من مختصين نفسيين إلى أن نسبة الكآبة عند التونسي تفوق ال 40 ٪...وأن مخلفات الضغوطات المادية والنفسية لفترة ما بعد الثورة قد زادت من حدة الاكتئاب.
وحسب بعض المعطيات التي تناقلتها وسائل الاعلام فإن عدد المرضى الذين ذهبوا لمستشفى الرازي للتداوي قد مرّ من 120 ألف مريض في 2010 إلى 138900 ألف مريض في 2011 أي بزيادة 18 ألف مريض. ويؤكد المختصون على أن الإضطرابات النفسية والذهنية في تصاعد في تونس منذ الثورة.
بين «العزام» والطبيب
أشار بعض التونسيين إلى عدم ترددهم في زيارة «العزام» و«المنجم» وأكد بعضهم تزايد أعداد المقبلين على «التداوي» بالقرآن واستعمال أساليب السحر والشعوذة. بدوره أكد الدكتور عماد الرقيق (دكتور في علم النفس أن أعداد التونسيين المتوافدين على مكاتب «العزامة» في ارتفاع كما ارتفع عددالمقبلين على الأطباء النفسانيين بعد الثورة وفسر الدكتور عماد الرقيق أسباب ارتفاع الأمراض النفسية والعصبية بعد الثورة بالإصابة بالإحباط وقال إن الثورة قد زرعت في التونسي روح التفاؤل بتغيير الوضع والحصول على الجنة المفقودة وكانت الانتظارات كثيرة لكن سرعان ما وقع التونسي في الإحباط. وأضاف أن غياب التوازن بين الانتظارات والمنشود والواقع قد جعل التونسي يقع بين براثن الإحباط.
وتزيد العوامل المادية من ضغوطات اقتصادية وغلق شركات وارتفاع أسعار وانخرام المقدرة الشرائية من الضغط النفسي والكآبة. ويقول الدكتور عماد الرقيق إن هذه الأعراض مست كل الطبقات الاجتماعية وكل الفئات وخاصة المراهقين والشيوخ وأصحاب الشخصيات الهشة والضعيفة والحساسة. وأشار إلى أن النوعية من الشخصيات تتفاعل مع الضغط النفسي من خلال العنف والقتل والانفعال والغضب غير المبرر كما يلتجئ عدد منهم إلى الذهاب إلى «العزام» و«المنجم» وهو ما يضرّ بالمجتمع ككل.
وأضاف أن هناك فئة أخرى تقبل على التداوي عند الأطباء وعلى الأدوية المهدئة وهذا لا يضر فالأدوية تساعد على امتصاص الصدمة خلال شهرين.